اختار الحزب الشيوعي الكوبي الحرس القديم للاشراف على المسار الاقتصادي الجديد للبلاد يوم الثلاثاء فاختاروا الرئيس راؤول كاسترو والنائب الاول للرئيس خوسيه ماتشادو فنتورا لقيادة أعلى هيئة سياسية في البلاد. وكان متوقعا أن يقع الاختيار على كاسترو الذي حل محل أخيه الاكبر فيدل كاسترو كأول أمين للجنة المركزية. ولكن تعيين ماتشادو فنتورا ليكون الرجل الثاني من المرجح أن يخيب أمل الكوبيين وغيرهم ممن يأملون في وجود دماء جديدة على رأس واحدة من اخر قلاع الشيوعية في العالم حيث يعتبر ماتشادو فنتورا منظرا شيوعيا متشددا. وسيشرف الرجلان المسنان على تنفيذ اصلاحات واسعة النطاق في الاقتصاد القائم على النمط السوفيتي والتي تم اقرارها أمس في أول مؤتمر للحزب منذ 14 عاما. وقاتل كاسترو (79 عاما) وماتشادو فنتورا (80 عاما) في الثورة الكوبية وهما على رأس الثوريين الذين أداروا الحكومة منذ أكثر من نصف قرن بعدما أطاحوا بالدكتاتور فولخينسيو باتيستا المدعوم من الولاياتالمتحدة. وماتشادو فنتورا طبيب انضم الى الشقيقين كاسترو في حملتهما التي انطلقت من جبال سييرا ماسترا. وقال راؤول كاسترو انه وماتشادو فنتورا ضمن 15 شخصا اختيروا للعضوية في المكتب السياسي ذي النفوذ. وفي التشكيلة الجديدة ثلاثة أعضاء جدد فقط هم الاصلاحي مارينو مورييو والامينة الاولى للحزب الشيوعي في هافانا مرسيدس لوبيز أشيا ووزير الاقتصاد عادل ايزكويردو رودريجيز. وظهر الرئيس السابق فيدل كاسترو (84 عاما) لاول مرة في المؤتمر. وكان الزعيم السابق قد قال انه تخلى بالفعل عن موقع الامين الاول قبل خمسة أعوام. وكان يرتدي بذلة تدريب رياضية وكان هناك من يساعده في الجلوس على مقعده في أول صفوف المؤتمر. وعلى الرغم من أن الاصلاحات التي أقرها المؤتمر هي الاكبر بالنسبة للاقتصاد الكوبي منذ عشرات السنين فان قضية القيادة بدت كبيرة خلال المؤتمر الذي استمر أربعة أيام بعدما قال راؤول كاسترو في خطابه يوم السبت ان الحزب يدرس تحديد فترة ولاية زعمائه مستقبلا بما في ذلك هو نفسه الى ولايتين مدة كل منها خمس سنوات. وهناك توقعات على نطاق واسع بأن يتم اقرار الاصلاحات التي زاد عددها على 300 لان بعضها بدأ العمل به بالفعل. ومن ضمن الاصلاحات خفض عدد الموظفين الحكوميين بواقع مليون موظف والسماح بمزيد من الاعمال الحرة وتأجير أراضي الدولة للمزارعين في القطاع الخاص.