ظهر الزعيم الكوبي فيديل كاسترو إلى جوار شقيقه الرئيس الحالي راؤول كاسترو في المؤتمر العام للحزب الشيوعي الكوبي الذي عقد في العاصمة هافانا. وقوبل الرجلان بترحيب حار من الأعضاء المشاركين في المؤتمر والذين لم يتوقعوا مشاهدة فيديل كاسترو ربما للمرة الأولى منذ أن فوض السلطة لأخيه قبل خمس سنوات. ويبلغ كاسترو من العمر 84 سنة ، وقد تخلى عن السلطة لراؤول البالغ من العمر 97 بعد سلسلة من المشكلات الصحية التي تعرض لها فيدل العجوز كما يسميه أصدقاؤه. وانتخب المؤتمر راؤول كاسترو سكرتيرا أول لفيدل كما انتخب القيادي البارز في الحزب خوزيه رامون سكرتيرا ثانيا. ويقول مايكل فوس مراسل بي بي سي في هافانا إن ظهور فيديل كاسترو في مؤتمر الحزب يعني موافقته على الإصلاحات الإقتصادية التي يعكف شقيقه راؤول على تنفيذها في كوبا. ولكن في الوقت نفسه فإن ذلك الظهور قد يعني إدراكا من كاسترو أنه بات عليه أن ينزل تماما عن المسرح السياسي وان ذلك المؤتمر هو المناسبة المثلى لوداع العمل السياسي. ويقول الصحفيون الذين تولوا تغطية المؤتمر إن المشاركين انخرطوا في البكاء وهم يرون المساعدين يأخذون بيد فيديل كاسترو كي يحتل مقعده على المنصة ثم وهو يحاول الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني الكوبي. وشهد المؤتمر أيضا الموافقة على السماح للكوبيين ببيع وشراء منازل خاصة بهم وذلك للمرة الأولى منذ الثورة الكوبية عام 1959. وقبل تلك الموافقة كان مسموحا للكوبيين فقط بتوريث المساكن إلى أبنائهم أو مبادلتها فيما بينهم من خلال عملية إجرائية معقدة وفاسدة في بعض الأحيان.