بدأت الشرطة الفلسطينية عملية ملاحقة في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية للعثور على قاتل جوليانو مير خميس مدير "مسرح الحرية" الاسرائيلي-الفلسطيني الذي اغتيل الاثنين. وقتل جوليانو مير خميس الممثل الشهير المولود من ام يهودية واب عربي اسرائيلي، الاثنين برصاص مجهولين اطلقوا النار عليه اثناء وجوده في سيارته في مخيم جنين مع ابنه ومربيته. وذكر مسؤولون في الامن الفلسطيني ان ملثما اطلق خمس رصاصات على جوليانو اصابت احداها المربية وهي فلسطينية من بيت لحم (الضفة الغربية). وتمكنت المربية من رؤية وجه القاتل قبل ان يعتمر قناعا، كما ذكرت سامية ستيتي مديرة برامج المسرح. واثار اغتيال هذا المسرحي (52 عاما) المثير للجدل لدى الفلسطينيين والاسرائيليين على السواء صدمة في مخيم جنين الذي كان يعيش فيه منذ سبع سنوات. واضافت سامية ستيتي التي تحدث معها قبل دقائق من اغتياله، "لا استطيع ان اصدق، ما حصل اشبه بالكابوس". وقالت "التقينا في الساعة 15,30 لنحو ربع الساعة لتحضير مسرحية +أليس في بلاد العجائب+، ثم تركني لأخذ طفله ومربيته". واوضحت "بعد دقيقتين سمعنا اطلاق نار وبدأ الجميع يمزحون قائلين انه قتل" مشيرة الى ان جيوليانو مير خميس كثيرا ما كان يقول مازحا انه سيقتل في المخيم. وفي الممشى المؤدي الى المسرح، الصقت على الجدران عشرات من صور الممثل وثوب اسود تعبيرا عن الحداد. وفي الداخل، كان هناك بضعة اشخاص يرتدون ايضا ثيابا سوداء وعيونهم محمرة من كثرة البكاء. ونقلت جثة جوليانو مير خميس الى اسرائيل لتشريحها. ويقول سكان المخيم انه سيدفن في مدينة الناصرة العربية التي شب فيها شمال اسرائيل. وندد بعملية الاغتيال فنانو المسرح وسكان المخيم التي وصفوها بأنها "عمل جبان" نفذته "يدا خائن". ولد جوليانو مير خميس في الناصرة في العام 1958 وكان والده القيادي الكبير في الحزب الشيوعي الإسرائيلي صليبا خميس. اما والدته فهي اليهودية آرنا مير (1930-1995) التي ناضلت طوال حياتها من اجل القضية الفلسطينية. وكان جوليانو يدير "مسرح الحرية" الذي بني العام 2006 محل "مسرح الحجر" الذي اسسته والدته في جنين حيث عاشت السنوات الأخيرة من عمرها قبل ان يتعرض للدمار اثناء الاجتياح الاسرائيلي للمخيم عام 2002. سعى جوليانو من خلال برامج هذا المسرح الى توفير حيز مناسب لأطفال وشباب المخيم يستطيعون فيه التعبير بحرية عن انفسهم وتطوير مهاراتهم واكتساب الثقة بالنفس.