هور الحَمار شمالي البصرة (العراق) (رويتر) - يجري بناء مجمع لرسو للقوارب في هور الحَمار (بفتح الحاء) بمحافظة البصرة في جنوب العراق في محاولة لاجتذاب الزوار الى منطقة الأهوار الجنوبية العتيقة وإنعاش اقنصاد المنطقة. وأوضح فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة الهدف من بناء المنشآت الجديدة قائلا "هذا الموقع أنشيء من قبل مركز إنعاش الأهوار العراقية التابع لوزراة الموارد المائية. هذا الموقع في بداية إنشائه مخصص لرسو الزوارق.. زوارق الصيادين والزوارق الاخرى.. ولذلك يسمى مرسى الزوارق. الا أنه نحن ممكن أن نستغله في موضوع آخر.. أن يكون هذا منتجع سياحي أو مرفق ترفيهي." وتشهد منطقة الأهوار عملية إحياء بعد عقد التسعينات الذي أمر خلاله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ببناء سدود في المنطقة أدت الى جفاف مياه أجزاء كبيرة من الاهوار. كما اتهم صدام سكان المنطقة بالخيانة خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988. ومع جفاف المياه في المنطقة انقطع مورد رزق عرب الاهوار الذين كانوا يعيشون على صيد الاسماك وتربية الجاموس وتصنيع البوص. وأدت سياسات صدام الى تقليص مساحة الاهوار من تسعة الاف كيلومتر مربع في السبعينات الى 760 كيلومتر مربع عام 2002. لكن بعد سقوط صدام عام 2003 أزال السكان العديد من السدود لتعود المياه للتدفق مجددا في الاهوار وعادت الطيور والاسماك الى المنطقة بمساعدة برنامج البيئة التابع للامم المتحدة. وتشير بيانات الاممالمتحدة الى أن الاهوار استعادت نحو 40 في المئة من مساحتها السابقة. وساعد برنامج البيئة السكان في الحصول على مياه نقية للشرب وساعم في تمويل زراعة البوص لحجز المواد الملوثة والصرف الصحي وأدخل برامج للطاقة المتجددة. لكن الاهوار ما زالت مهددة بالجفاف وتحول المياه عنها بسبب بناء السدود على نهري دجلة والفرات اللذين يمدان المنطقة بالماء وتزايد استخدام المياه في ري الزراعة مع عودة الهدوء الى العراق بعد سنوات من أعمال العنف. وقال فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة "أصبحت مناطق الاهوار ميتة و شبه مشلولة الا بعض المناطق التي تم غمرها (بالمياه) مثل الاهوار الوسطى بسبب اقامة سدين في قضاء المدينة والجبايش مما أدى الى غمر قسم كبير من الاهوار الوسطى. هذه الاهوار عادت الى طبيعتها وبدأ صيد الاسماك والنباتات التي تنبت بالاهوار عادت اليها الحياة من جديد. أما بقية الاهوار مثل ناحية الشهيد عز الدين سليم وقضاء القرنة والبدير والشافي فأكثرها جافة." والاهوار منطقة مليئة بالاسماك وتعيش فيها أنواع نادرة من الطيور البرية كما تمر بها أسراب من الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا. وقال عراقي يدعى كريم الساعدي خلال زيارة لمرسى القوارب الجديد "هذه المنطقة الزيارة لها قليلة. ونحن قليلي المعرفة بطبيعة الاهوار والبيئة الجميلة التي نشاهدها الان. ندعو كل المواطنين في محافظة البصرة والعراق وأيضا ضيوفنا الاجانب الى زيارة واعادة الاهتمام من جديد بمناطق لاهوار. لان الاهوار تشكل جزءا كبيرا من حضارة البصرة." ويأمل السكان المحليون أن يساهم مشروع مرسى القوارب في توفير فرص للعمل. وقال رجل من السكان يدعى عبد الكريم البطاط "عيشتنا ان شاء الله راح تكون بخير لان الحكومة أنشأت لنا مرسى سياحي في منطقة الاهوار.. منطقة السادة البطاط التي تطل على منطقة الصلال. نأمل من الحكومة الجديدة أن تساعدنا أكثر." وكان السائحون الاجانب يزورون الاهوار في جنوب العراق في الستينات والسبعينات. لكن السياحة توقفت خلال الحرب العراقية الايرانية. وانهار قطاع السياحة في العراق في التسعينات عندما كان البلد يخضع لعقوبات دولية وفي فترة أعمال العنف الطائفية التي أعقبت الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003.