موضوعات متنوعة تناولتها الصحافة العربية اليوم الخميس تراوحت بين اختفاء نهر دجلة ومخالفات الدبلوماسيون العرب في لندن وسوري ضرب رقما قياسيا في التبرع بالدم ومطالبة السعوديات بزيادة البنوك النسائية . تناولت "الشرق الأوسط" ظاهرة خطيرة قد تشهدها العاصمة العراقية بغداد وهي اختفاء نهر دجلة في ظل تغيرات كثيرة طوت صفحة بغداد القديمة بمعالمها الحضارية وابنيتها ومساجدها وكنائسها ونهرها بل الأكثر من هذا ناسها. واكدت الصحيفة انها لم تعد بغداد التي خرجت من بوابات الحروب والدمار متألقة دوما، إلا في هذه المرة، فقد خرجت ولم تعد حتى اليوم. وتضيف الصحيفة أن البغداديون يتغنون بنهرهم، بل غنوا كثيرا لدجلتهم، وتغزل بهذا النهر غالبية كتاب العراق فحياة بغداد والبغداديين مرتبطة بدجلة، بهذا النهر الذي يجري هناك منذ الأزل، ومن أجله اختار الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بناء بغداد على ضفتيه . ينبع نهر دجلة من مرتفعات جنوب شرقي هضبة الأناضول في تركيا ويمر في سورية 40 كم ليدخل أراضي العراق عند بلدة فيش خابور، وتصب في النهر مجموعة كبيرة من الروافد المنتشرة في أراضي تركيا وإيران والعراق ويتفرع دجلة إلى فرعين عند مدينة الكوت هما نهر الغراف والدجيلة، ويلتقي نهر دجلة بنهر الفرات عند القرنة في جنوب العراق بعد رحلته عبر أراضي العراق ليكونا معا شط العرب الذي يصب في الخليج العربي، ولكن تغير مجرى الفرات في الوقت الحاضر وأصبح يلتقي بنهر دجلة عند منطقة الكرمة القريبة من البصرة، ويبلغ طول مجرى النهر نحو 1718 كيلومترا. وتتساءل "الشرق الأوسط": ترى ماذا سيكون شكل وحياة ووضع بغداد وأهلها بلا نهر دجلة، بلا شريانها الحياتي الذي قامت بغداد على ضفتيه ومن أجله. قبل سنوات نشر كاتب عراقي معروف مقالا دعا فيه البغداديين إلى التقاط صور تذكارية لنهر دجلة قبل أن يختفي، وهناك من فسر هذه الدعوة، واختفاء النهر بسبب القصور والفيلات التي بنيت في عهد النظام السابق على مسافات ومساحات شاسعة من النهر، إذ لم تعد هناك سوى مساحات ضيقة يستطيع البغداديون أن يطلوا على نهرهم من خلالها لازدحام أبنية عائلة وأقارب الرئيس العراقي السابق صدام حسين على قسم من ضفاف دجلة، اليوم قد تتكرر الدعوة ذاتها، ولأسباب أخرى مضافة إلى المذكورة أعلاه، وهي أن مياه النهر بدأت تنحسر، وبدأ دجلة يضيق أكثر فأكثر، وتقوم اليوم منشآت وزارة الموارد المائية بكري منتصف النهر ودفن جانبيه بالتراب والطمي الذي يخرج من قاعه، فلم نعد نرى سوى ساقية عريضة بعض الشيء تجري المياه في وسطها، وتتسع ضفافها، وما كان في الأمس القريب يشكل مجرى نهر دجلة أصبح اليوم أرضا ستقام عليها بعد وقت قريب المزيد من الأبنية وحسب رغبات من يحكم بغداد. لكن المهندس سالار بكر سامي، ماجستير في الهندسة المدنية، مدير عام التخطيط والمتابعة في وزارة الموارد المائية، والذي تختص دائرته بإعداد الخطط الخاصة بالموارد المائية والتخطيط لمشاريع الري والسدود وأعمال الكري وإنعاش الأهوار، يوضح أن «حفر نهر دجلة من منتصفه يجري وفق دراسات، فهذا يعني زيادة عمقه على حساب عرضه، والتقليل من نسب تبخر المياه». لكن منظمة المياه الأوروبية تتوقع جفاف نهر دجلة في العراق بحدود عام 2040 بسبب السياسة المائية التي تعمل بها تركيا. وفي تقرير لها قالت «إن نهر دجلة يفقد سنويا 33 مليار متر مكعب من مياهه».