السلوم (مصر) (رويترز) - انتظر مئات العمال الافارقة الفقراء بينهم كثير من النساء والاطفال اجلاءهم يوم الجمعة من هذا المعبر الحدودي المصري بعد فرارهم من انتفاضة شعبية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وتجمع العمال الذين افترشوا أغطية وسط أكوام الامتعة داخل مبنى اداري تم تحويله الى ملجأ مؤقت يكتنف مصيرهم الغموض حيث لا يحمل الكثير منهم جوازات سفر. وهؤلاء جزء من عملية نزوح جماعي تقول هيئات دولية انها تجاوزت ربع مليون شخص منذ تفجر القتال في ليبيا. وقال محمد ابو بكر (28 عاما) وهو تشادي كان يعمل حارسا لموقع بناء في ليبيا "معظمنا كانوا مزارعين لذا سنعود للعمل في الزراعة عندما نرجع الى بلادنا." واضاف "كنا نعيش في سلام". وداخل المبنى المزدحم علقت لافتات تحمل عبارات الترحيب وصور للشواطئ ومراكز الغوص داخل مصر لكن المهاجرين يقولون انه لا يوجد مكان يمكنهم الذهاب اليه. وعلى أرضية المبنى تناثرت عبوات كرتونية فارغة لعصائر وأغلفة بسكويت. وقال رفيق خان المسؤول في قسم حماية الاطفال في صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ان 180 طفلا و149 امراة ينتظرون عند الحدود وهو أكبر عدد منهم منذ بدأت الانتفاضة. وأضاف أن كثيرا من المهاجرين - وأغلبهم من تشاد ولكن بينهم أيضا أشخاصا من اريتريا واثيوبيا والنيجر والصومال - كانوا يعملون منذ سنوات في ليبيا لدى شركات صينية وتركية واضطروا للمغادرة بقليل من المتعلقات تمكنوا من حملها عندما تفاقم العنف. وقالت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة يوم الجمعة ان عدد من فروا من ليبيا في أعقاب العنف بلغ 351674 شخصا بينما قالت منظمة الهجرة الدولية ان العدد بلغ 367 ألف شخص. واضافت المفوضية أن نحو 1500 الى الفي شخص يدخلون مصر يوميا في حين يدخل تونس الفا شخص يوميا. وذكرت منظمة الهجرة الدولية أن ما لا يقل عن 12 الفا عبرو الى النيجر منذ بدأت الازمة نحو نصفهم في الاسبوع المنصرم. وقال عمال اغاثة ان عدد النساء والاطفال الفارين ارتفع منذ بدأت القوى الغربية شن غارات جوية ضد قوات القذافي في مطلع الاسبوع الحالي لفرض منطقة حظر طيران أجازها قرار من الاممالمتحدة. ويقول المهاجرون انه في ظل عدم وجود اموال بحوزتهم تعرض كثير منهم لتحرشات واعتقالات وضرب على يد مسلحين ليبيين بعدما ظهرت تقارير افادت أن القذافي يستعين بمرتزقة افارقة. وقال سليمان عبد الله (24 سنة) وهو عامل من الصومال "اي شخص أسود يعتبرونه من المرتزقة." واضاف أنه فر من ليبيا على متن قارب الى الاسكندرية لكنه اعيد الى الحدود بالحافلة لانه لم يكن يحمل جواز سفر. وقال كثير ممن ينتظرون في السلوم ان العودة الى بلدانهم في المستقبل القريب مستبعدة على ما يبدو وكذلك العودة الي ليبيا. واضاف عبد الله "أنا اعتمد على الاممالمتحدة."