قال رشيد خاليكوف مدير مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ومبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا لشئون الإغاثة، أن الأممالمتحدة لم تتخذ بعد قراراً بفرض حظر الطيران فوق ليبيا، مضيفاً "هذه مسألة معقدة نسبيا، وهناك تفاوض بخصوص هذا القرار، إلا أننا لم نحدد أثره على البعد الإنسانى". وأكد رشيد خاليكوف، خلال مؤتمر صحفى بالمركز الإعلامى للأمم المتحدة فى القاهرة، أن استمرار التفاوض حول فرض حظر الطيران لم يمثل عقبة بالنسبة لشئون الإغاثة الإنسانية. ولفت خاليكوف إلى أن هناك أسباباً لوجيستية دفعته إلى البدء بزيارة ليبيا عن طريق حدودها مع مصر وليست تونس، مؤكداً أن مأساة المصريين والتونسيين الفارين من ليبيا متشابهة، وأن الأممالمتحدة تتعاون مع السلطات فى كلا الدولتين، وخاصة مصر حتى لا يتم قطع المساعدات. وأوضح أنه لا يوجد اتصال بين الأممالمتحدة مع ثوار ليبيا، مشيراً إلى أن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية يتفاوض مع السلطات القنصلية فى الدول المجاورة لليبيا حتى يتم تسهيل عبور من لا يمتلكون وثائق سفر وحصولهم على تأشيرات. وقال إن تعاون الأممالمتحدة مع مصر يتضمن الحصول على أسماء العائدين مع ليبيا، ومعرفة كيفية وصولهم إلى الأراضى المصرية، مشددا على أن المعلومات التى ترد من داخل ليبيا غير موثوق فيها ولا يعتمد عليها. وشكر البلدان المجاورة للجماهيرية الليبية لتعاونهم مع المجتمع الدولى فى رفع معاناة الشعب الليبى الحالية، مضيفا أن الوضع داخل ليبيا وحولها يتغير يوميا، ولذا فإن كل ما بوسع الأممالمتحدة هو التنبأ بحجم الاحتياجات الإنسانية، وخاصة فى غرب البلاد. وقال إنه حتى مساء أمس فر حوالى 250 ألف شخص، معظمهم من العمال الأجانب من مختلف الجنسيات، من ليبيا، حيث فر حوالى 104 أو 107 إلى مصر، وحوالى 6 آلاف إلى الجزائر وأكثر من 2000 عبروا الحدود فى اتجاه النيجر فيما فر العدد الأكبر إلى تونس. وأضاف أنه تم تحديد المدى الزمنى للنداء الإقليمى الذى طالبت به الأممالمتحدة بتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب الليبى، إذ يستمر لثلاثة أشهر، قائلا إن معظم الاحتياجات الإنسانية يتم توفيرها من قبل السلطات المحلية المتواجدة على الحدود مع ليبيا، فضلا عن حكومات الدول المجاورة بالتعاون مع وكالات إغاثة أخرى. وأكد أن لدى الأممالمتحدة مخاوف بشأن حركة العمال المهاجرين، وخاصة الأفارقة للعبور للحدود للعودة إلى أوطانهم، بشأن التشكيك فى استخدامهم كمرتزقة أم لا. وأشار إلى أن مناشدة فلارى أميتس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ووكيل شئون الإغاثة الإنسانية بضرورة حماية المواطنين عقب القصف الجوى المكثف خصوصاً فى غرب البلاد، قائلا إن قوات القذافى وافقت على السماح بدخول بعثة إنسانية إليها، ولكن حتى الآن يتم التفاوض حول كيفية دخولها، والهدف من هذه البعثة تقييم الأوضاع داخل ليبيا بحيث يكون المجتمع الدولى على علم باحتياجات ليبيا فى الوقت الحالى. وأوضح أن أميتس التقت مع كبار مسئولى المنظمة الدولية للهجرة وشئون اللاجئين للاتفاق على منح أموال للفارين، وبالفعل تم تمويل 22% من هذا النداء. فيما قال عبد الحق الأميرى رئيس المكتب الإقليمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومركز آسيا التابع للأمم المتحدة إن المفوضية السامية لشئون اللاجئين تتفاوض مع السلطات المصرية من أجل السماح بدخول الفلسطينيين العالقين على الحدود المصرية الليبية، والذين لا تسمح السلطات المصرية لهم بالدخول لأنهم لا يملكون جوازات سفر أو أوراقاً رسمية. وأكد عبد الحق أن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تتحدث مع جميع الأطراف فى ليبيا حتى يتم تسهيل مهامها.