اطلق الجناح العسكري لحركة حماس السبت حوالي خمسين قذيفة من قطاع غزة على اسرائيل ردا على مقتل اثنين من مقاتليه خلال الاسبوع الماضي. وعلى الاثر ردت اسرائيل بغارة جوية اوقعت خمسة جرحى بينهم طفل في مدينة غزة. وفي خرق للتهدئة المعلنة منذ عامين من جانب واحد، اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مسؤوليتها عن اطلاق القذائف. وفي الجانب الاسرائيلي اوقع القصف جريحين اصابتهما طفيفة. وقالت كتائب القسام في بيان انها اطلقت "عشر قذائف هاون" على موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر صوفا شرق رفح في جنوب القطاع و15 قذيفة هاون على موقع كيسوفيم (شرق خان يونس) وقصفت ايضا موقع نحال عوز شرق مدينة غزة. ومن جانبها، اعلنت كتائب "ابو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انها اطلقت عدة قذائف هاون تجاه مواقع اسرائيلية شرق غزة وخان يونس. وقالت ناطقة عسكرية اسرائيلية لوكالة فرانس برس ان وابلا من عشرات قذائف الهاون اطلق صباح السبت من غزة. واضافت ان "ثلاثا من هذه القذائف سقطت في حي بيثات شالوم في صحراء النقب (جنوب) حيث اصيب مدنيان بجروح طفيفة". كما "سقطت قذيفتان في منطقة اشكول شمالا دون اضرار او اصابات". واكدت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان 49 قذيفة هاون اطلقت في وقت واحد وسقطت في المدن الاسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة محدثة اضرارا طفيفة في منزل. واشارت الاذاعة الى انه طلب من السكان الاحتماء في الملاجىء حتى اشعار اخر. وفي غزة، اكد شهود ان طائرة اسرائيلية شنت غارة على موقع امني تابع لحماس. وقال ادهم ابو سلمية المتحدث باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة بغزة لوكالة فرانس برس ان الغارة الاسرائيلية استهدفت موقعا ل"الامن الوطني" التابع لحماس شرق غزة واسفرت عن "اصابة خمسة مواطنين بينهم طفل يبلغ من العمر 3 أعوام". واوضح ابو سلمية ان الجرحى وبينهم واحد في حالة "خطرة" نقلوا الى مستشفى الشفاء في غزة لتلقي العلاج. وادت الغارة الجوية ايضا الى الحاق اضرار في الموقع الامني. كما شنت طائرة حربية اسرائيلية اخرى غارة مماثلة استهدفت مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين شرق خان يونس دون ان يصاب احد منهم. كما اطلقت المدفعية الاسرائيلية عشرات القذائف على بلدات شرق خان يونس ورفح في جنوب القطاع، بحسب مصدر امني في الحكومة المقالة. واشار المصدر الامني الى الحاق اضرار في منزل واحد على الاقل شرق خان يونس. وياتي هذا التصعيد بعد فترة من الهدوء على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل. ومن دون الاشارة الى انهاء التهدئة الميدانية الحاصلة منذ عدة اشهر بين اسرائيل وحماس، اكدت كتائب القسام ان اطلاق وابل من قذائف الهاون ياتي ردا على "جرائم الاحتلال الصهيوني والقصف الجوي والمدفعي المتواصل لقطاعنا الحبيب والذي كان اخره (...) استشهاد اثنين من مجاهدي كتائب القسام" بغزة صباح الخميس الماضي. واكدت القسام ان لديها "جاهزية للرد على العدوان الصهيوني والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما بحوزتنا من وسائل". وطلب وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان من البعثة الاسرائيلية في الاممالمتحدة التقدم بشكوى ضد القصف. واشار الى ان اطلاق القذائف حدث بينما يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتكثيف جهوده لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح التي يتزعمها وحركة حماس. وجاء هذا التصعيد بعد ايام من اعلان الرئيس محمود عباس نيته التوجه الى غزة من اجل الاعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بهدف انهاء الانقسام الحاصل منذ منتصف 2007 وبدء اجراءات المصالحة مع حركة حماس.