حثت الولاياتالمتحدة الرئيس الهايتي الاسبق جان برتراند اريستيد على تأجيل عودته الى البلاد الى ما بعد الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في العشرين من مارس الجاري. فقد قال ناطق باسم وزارة الخارجية بواشنطن إن قرار السماح لاريستيد بالعودة يجب ان يتخذ من جانب الحكومة الهايتية، الا انه اضاف ان عودة الرئيس الاسبق قبيل الانتخابات سيضر باستقرار البلاد. وكان ناطق باسم اريستيد قد قال يوم الجمعة الماضي إن الرئيس الاسبق سيعود من منفاه في جنوب افريقيا الى هايتي في غضون ايام ، ولكنه اصر على ان هذه العودة لا علاقة لها بالانتخابات. وقال مارك تونر الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية إن عودة اريستيد الى هايتي هذا الاسبوع لا يمكن النظر اليها الا بوصفها قرار بالتأثير على الانتخابات الرئاسية. ومضى الناطق للقول: نحث الرئيس الاسبق اريستيد على تأجيل عودته الى البلاد الى ما بعد انتهاء العملية الانتخابية وذلك لاتاحة الفرصة للشعب الهايتي للادلاء باصواتهم في جو سلمي. الا ان ايرا كورزبان محامي اريستيد في مدينة مياميالامريكية قال إن موكله قلق من امكانية منعه من العودة اذا تسلم رئيس جديد مقاليد الحكم في هايتي. كما القى المحامي بالشكوك على التصريح الامريكي قائلا عليهم ترك الموضوع للحكومة الهايتية المنتخبة ديمقراطيا بدل محاولة فرض الشروط على عودة مواطن هايتي الى بلده. وكانت التكهنات بقرب عودة اريستيد الى هايتي قد تعززت منذ عودة رئيس اسبق آخر - وهو جان كلود دوفالييه (الملقب بيبي دوك) - الى هايتي بعد 25 عاما قضاها في المنفى. وكان محامي اريستيد قد حصل له على جواز سفر هايتي في الشهر الماضي، ولكن الرئيس الاسبق يصر على انه يريد تكريس وقته للتعليم وليس للسياسة. يذكر ان اريستيد، وهو قس كاثوليكي سابق، كان اول رئيس منتخب لهايتي، وجاء الى الحكم عام 1990. الا انه سرعان ما اطيح به في انقلاب عسكري بعد بضعة شهور من تبوؤه سدة الرئاسة. وعاد اريستيد الى منصبه ثانية عام 1994 إذ تمكن من اتمام فترة ولايته عام 1996. وقد اعيد انتخابه رئيسا عام 2000، الا انه اجبر على ترك المنصب اوائل عام 2004 في اعقاب عدة اشهر من القلاقل السياسية التي مرت بها البلاد. وغادر اريستيد - الذي يتهم الولاياتالمتحدة بتدبير عملية اقصائه - البلاد على متن طائرة امريكية. وانتهى به المقام في جنوب افريقيا. ورغم تمتع اريستيد بقدر لا بأس به من التأييد في هايتي، ينظر اله البعض بوصفه شخصية مسببة للشقاق.