بغداد (رويترز) - نزل الاف العراقيين الى الشوارع يوم الجمعة للاحتجاج على الفساد ونقص الخدمات الاساسية في مسيرات بأنحاء العراق في استلهام لانتفاضات في العالم العربي فقتل عشرة اشخاص على الاقل في اشتباكات مع قوات الامن. وأصيب العشرات خلال اشتباكات "يوم الغضب" العراقي حيث حاول متظاهرون اقتحام مبان حكومية وأطلق أفراد أمن النار في الهواء في محاولة لتفريقهم. ولم ترد تقارير عن وقوع هجمات لمسلحين على المتظاهرين رغم تحذير رئيس الوزراء نوري المالكي من أن القاعدة وغيرها من الجماعات ربما تهاجم المتظاهرين. وتعهد المالكي بعدم تجاهل مطالب المحتجين. وقال المالكي في بيان "أود التأكيد هنا لكل مواطنينا الكرام أن ما من شيء اعترضوا عليه أو احتجوا لعدم رضاهم عنه يذهب سدى وانني سأتابع شخصيا تنفيذ كافة الامور التي تقع تحت مسؤولياتي كرئيس لمجلس الوزراء." ووقعت أشد الاشتباكات بين المحتجين وقوات الامن في منطقتي الحويجة والموصل المضطربتين في شمال البلاد وفي البصرة في الجنوب. وبعد ثماني سنوات من غزو قادته الولاياتالمتحدة للعراق وأطاح بالرئيس الراحل صدام حسين مازالت التنمية في البلاد بطيئة ويوجد نقص في الغذاء والماء والكهرباء والوظائف. وهزت العالم العربي احتجاجات تسعى للاطاحة بزعماء يتولون السلطة منذ عقود واجراء انتخابات حرة وتحسين الخدمات الاساسية لكن المتظاهرين العراقيين يركزون بشكل أكبر على الحاجات الضرورية وانهاء الفساد. وقالت لينا علي وهي عراقية تبلغ من العمر 27 عاما ومن أعضاء صفحة بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي دعت للاحتجاج ان المحتجين نزلوا الى الشارع من أجل التغيير لتحسين الوضع في العراق وأضافت أن نظام التعليم سيء ونظام الصحة سيء أيضا كما أن تردي الخدمات يتفاقم. وذكرت أنه لا توجد مياه للشرب ولا كهرباء وأن البطالة تزيد وقالت ان ذلك قد يدفع الشبان تجاه الانشطة الارهابية. والاحباط في تزايد في الدولة التي مزقتها الحرب والتي تملك احتياطيات نفطية هائلة. ورفع المتظاهرون لافتات تساءلوا في احداها عن نصيبهم من عائدات النفط. وقالت أم صفاء (52 عاما) التي توجهت سيرا من حي مدينة الصدر في شمال شرق بغداد الى ميدان التحرير في وسط العاصمة للمشاركة في الاحتجاجات " الناس جائعون. نطالب الحكومة بتوفير فرص عمل للشباب. كل أولادي عاطلون.. جئت للتعبير عن الظلم الذي نعيشه." وفي الموصل ذكر مصدر في الشرطة أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في اشتباكات حيث أضرم المحتجون النار في مبنى حكومي بينما انفجرت قنبلة صوتية وسط المحتجين. وقال مصدر اخر ان محتجين أشعلوا النار في مبنى للمجلس المحلي في الحويجة وهي منطقة مضطربة قريبة من كركوك في شمال العراق. وقتل شخصان وأصيب 22 في الاشتباكات. وقالت مصادر امنية وطبية ان شخصا قتل واصيب عشرة اخرون على الاقل عندما اطلقت قوات الامن النار على محتجين في بلدة كلار الواقعة جنوبي السليمانية بشمال العراق. وقال مسؤول في قطاع الصحة ان شخصا قتل واصيب خمسة اخرون في اشتباكات في بلدة جمجمال بشمال البلاد. وفرض حظر على التجول في البصرة حتى السادسة من صباح السبت بعدما ادت اشتباكات بين قوات الامن والمحتجين الى مقتل شخص واصابة العشرات. وقال شلتاغ عبود محافظ البصرة بجنوب العراق انه سيستقيل تلبية لمطالب المحتجين. وقتل شخصان واصيب 22 اخرون في سامراء وتكريت كما اصيب 43 من المحتجين وضباط الامن في كركوك والفلوجة وسليمان بك والناصرية والخالدية. وفي ساحة التحرير في بغداد حيث احتشد الالاف وقعت اشتباكات خفيفة بعدما اقتحم محتجون حوائط خرسانية للحماية من الانفجارات عند جسر الجمهورية القريب والمؤدي الى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم مباني حكومية وسفارات. واصيب 50 شخصا عندما القى المحتجون الحجارة وضربتهم قوات الامن بالعصي. واستخدمت الشرطة وقوات الامن قنابل الصوت واطلقت النار في الهواء لتفريق المحتجين. وفرض حظر على حركة السيارات في العاصمة العراقية.