الجزائر (رويترز) - ربما كان مُحتما ان تبدأ الانتفاضة ضد معمر القذافي في المعقل الشرقي القديم الذي نافس العاصمة الليبية لسنوات. وبعد أعمال عنف استمرت أسبوعا شهد الاطاحة بسيطرة الحكومة بدأت المدينة التي يعيش بها نحو 700 ألف تدير نفسها بقيادة "لجان شعبية" مع انقشاع غبار التمرد. ولا يعرف عدد من قتلوا في المدينة حيث أخمدت قوات موالية للقذافي الاحتجاجات الاولى بقيادة محامين وأطباء وأصحاب تخصصات أخرى رابطوا أمام مبنى محكمة للتعبير عن غضبهم للقبض على نشط في مجال حقوق الانسان. لكن يتضح من روايات شهود عيان أنه حتى من حضروا جنازات الضحايا لم يسلموا من رصاص الشرطة. وقال رجل رفض ذكر اسمه لمراسل لرويترز ان بنغازي "تحررت" من قبضة كتيبة تابعة لأحد ابناء القذافي يوم السبت. وقال جنود في المنطقة الشرقية حيث تقع بنغازي ان اوامر القذافي لم تعد سارية في المنطقة. وحول الجنود في بنغازي ولاءهم للمحتجين مما رجح كفتهم في الصراع على السيطرة على المدينة. وقال مقيم في بنغازي عرف نفسه باسم علي فقط "يسيطر شباب الثورة على بنغازي. مقر القيادة داخل محكمة المدينة حيث يوجد محامون وحكماء. "لكن هناك شباب أيضا في كل مكان في المدينة. انهم ينظفون الشوارع وينظمون حركة المرور." وقال مصطفى العريضي وهو مقيم عمره 55 عاما ان الجنود رفضوا أوامر اطلاق النار على المحتجين العزل وتحدوا مرتزقة استأجرتهم الحكومة. "انهم يريدون ان تتوجه وسائل الاعلام العالمية بكاميراتها لترى بنفسها ماذا فعلوا لبنغازي. انهم حرقوا أناسا أحياء. عندما رفض الجيش اطلاق النار على اخوانهم أشعل المرتزقة النار فيهم." وقال محام في بنغازي ان لجنة أمنية شكلها مدنيون في المدينة يوم الاثنين ألقت القبض على 36 من "المرتزقة" من تشاد والنيجر والسودان استأجرهم الحرس الخاص للقذافي للقتال في المدينة. وقال المحامي "وجدنا جوازات سفرهم داخل معسكر الحرس في الفاضل بن عامر. بعضهم تعرضوا لاصابات طفيفة بعد اشتباكات مع المسلحين." وقال "يقوم قاض باستجوابهم ويقوم محامون متطوعون من بنغازي بالدفاع عنهم. قالوا انهم تقاضوا ما بين ألف وألفي دولار يوميا للاطلاق النار وقتل المحتجين." وتحدث صلاح الدين عبدالله الذي وصف بنفسه بانه منظم احتجاجات عن شعور "بالاحتفال والنشوة" في بنغازي الان بان السيطرة انتقلت الى المحتجين. وقال لقناة الجزيرة ان المحتجين يحاولون فرض النظام من خلال انشاء لجان حكم ذاتي كما وضعوا نظاما لتوزيع المواد الغذائية الاساسية. وأضاف ان الناس يسلمون الاسلحة التي استولوا عليها الى المساجد واماكن عامة أخرى. وأبلغ ساكن اخر خاف ذكر اسمه رويترز أن المدينة لاتزال تشهد توترا رغم محاولات اعادة الحياة الى طبيعتها في ظل القيادة الجديدة. وقال "بنغازي هادئة اليوم لكن الناس لم يناموا الليلة الماضية لخوفهم من عمليات القصف الجوي. ولم ار تواجدا لقوات الامن في بنغازي. يسيطر شبان الثورة على المدينة." وقال وزير الخارجية المصري ان المدارج في مطار بنغازي دمرت جراء أعمال العنف ولا يمكن لطائرات الركاب الهبوط هناك. كما سيطر المتمردون على بلدة البيضا الواقعة على تبعد بحوالي 200 كيلومتر عن بنغازي. وكانت البلدة مسرحا لاشتباكات ضارية قتل خلالها العشرات الاسبوع الماضي بين المحتجين وقوات الامن.