جنيف (رويترز) - تستعد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة "لنزوح كبير" مُحتمل من ليبيا وحثت دول الجوار في شمال أفريقيا وجنوب اوروبا على عدم صد اللاجئين الفارين من الاضطرابات التي أسفرت عن مقتل العشرات منذ الاسبوع الماضي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين سيبيلا ويلكس لرويترز ان المفوضية تستعد لإرسال موظفي طواريء وامدادات مساعدات تشمل خياما ومستشفيات متنقلة لتعزيز وجودها في مصر وتونس. وأضافت "حتى الان لم نشاهد نزوحا كبيرا. لكننا نشعر بالقلق البالغ استنادا الى التقارير التي نتلقاها عن العنف العام والعنف المستهدف واننا قد نرى نزوحا كبيرا من ليبيا." وتابعت ان مكتب المفوضية في تونس أبلغ بأن 4500 شخص عبروا الحدود الى تونس من ليبيا معظمهم رعايا تونسيون لكن نحو 650 ينتمون لجنسيات اخرى بينها ليبيا والجزائر. وقالت ويلكس ان المفوضية تعد خطط طواريء لكنها تعثرت بسبب مصاعب الاتصالات داخل ليبيا. وأضافت "من المحتمل ان يستقل الناس زوارق في محاولة للوصول الى اوروبا. أكثر الخيارات احتمالا هي تونس ومصر والى الشمال بالبحر. نحتاج الى المرونة." وأضافت "اذا كان هناك تدفق من ليبيا يمكننا ان نتوقع ان نسبة عالية تهرب للنجاة بحياتها وتهرب من الاضطهاد المباشر." وفي وقت سابق صرحت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية بأن ايطاليا من الدول "المرجحة أكثر لاستقبال سيل من الفارين من ليبيا" بمن فيهم ليبيون ولاجئون من أماكن اخرى. وقالت في افادة صحفية في جنيف مقر المفوضية "نقول رجاء لا تصدوهم. هذا وقت نظهر فيه انسانيتنا وكرمنا مع ناس يمرون بصدمة شديدة." لكن زعيم رابطة الشمال المناهضة للهجرة في ايطاليا وهو حليف مهم لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني قال ان المهاجرين الليبيين الذين يصلون الى ايطاليا يجب ارسالهم الى دول اوروبية اخرى. وقال اومبرتو بوسي للصحفيين "حتى الان لم يصلو ونأمل الا يصلوا. اذا جاءوا سنرسلهم الى المانيا وفرنسا." ووقعت ايطاليا اتفاقية مع ليبيا لتقييد تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يستخدمون هذا البلد نقطة انطلاق الى جنوب اوروبا وتخشى الان من ان تسبب الاضطرابات في ليبيا نزوحا نحو شواطئها. وقالت وكالة أمن الحدود التابعة للاتحاد الاوروبي ان القوات البحرية الايطالية التي تساندها طائرات من عدة حلفاء اوروبيين صعدت دورياتها في وسط البحر المتوسط لرصد ومنع عبور الحدود بطريقة غير شرعية. وهناك 8000 لاجيء مسجل لدى المفوضية في ليبيا بالاضافة الى 3000 لم يبت بعد في طلب حق اللجوء المقدم من جانبهم وهم من السودان والعراق واريتريا والصومال وتشاد والاراضي الفلسطينية. وقالت المفوضية انها تلقت "تقارير مزعجة" بأن الليبيين يصدون لاجئين من دول افريقية اخرى للاشتباه في انهم مرتزقة يقاتلون لصالح حكومة العقيد معمر القذافي. وقالت ويلكس "أبلغنا لاجئون أفارقة من الصومال واثيوبيا واريتريا انهم لمجرد ان بشرة وجوههم سمراء فان هذا يعني ان وجودهم في ليبيا مسألة بالغة الخطورة في الوقت الراهن." ولليبيا حدود مشتركة مع كل من مصر وتونس اللتين اطاحتا برئيسيهما الى جانب السودان وتشاد والنيجر والجزائر. وفر الاف التونسيين من ليبيا هذا الاسبوع عبر الحدود الغربية.