أجرت وكيلة وزارة الخارجية الهندية، نيروباما راو، الاثنين محادثات مع نظيرها الباكستاني، سلمان بشير، في عاصمة بوتان تيمفو، وذلك في أول لقاء بين البلدين على هذا المستوى منذ شهر يوليو/تموز الماضي. وقد جرى اللقاء بين راو وبشير على هامش مؤتمر التعاون الإقليمي لرابطة دول جنوب آسيا (سارك). لكن الطرفين أخفقا في التوصل إلى اتفاق لاستئناف محادثات السلام المتوقفة بين البلدين منذ هجمات مومباي عام 2008. وكان من المتوقع أن يتوصل الجانبان خلال لقائهما إلى اتفاق على موعد جديد للقاء وزيري خارجية البلدين بغرض استئناف محادثات السلام المتوقفة بين البلدين. ورغم عدم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، فقد صرَّح المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية، فيشنو براكاش إن راو وبشير أجريا نقاشا صريحا ومفيدا بشأن الخطوات المطلوبة لاستئناف الحوار بين الطرفين . وأضاف قائلا إن الطرفين اتفقا أيضا على الحاجة لإجراء حوار بين البلدين لحل كافة المسائل العالقة بينهما . يُشار إلى أن الهند كانت قد حمَّلت جارتها باكستان مسؤولية هجمات مومباي التي أودت بحياة 174 شخصا، بمن فيهم تسعة مسلحين يُشتبه بأنهم منفذو الهجوم. فقد ساءت العلاقات بين البلدين بعد اتهام الهند لجماعة لشكر طيبة الكشميرية بالوقوف وراء الهجمات التي نفذها مسلحون بالبنادق والقنابل في مواقع عدة من العاصمة التجارية للهند. ودأبت باكستان مرارا على النأي بنفسها عن تلك الهجمات، قائلة إنها تبذل ما بوسعها لمحاربة الإرهاب التي هي ضحية له. لكن باكستان عادت واعترفت مؤخرا أن التخطيط لهجمات مومباي كان قد جرى بشكل جزئي على أراضيها، إذ أقرَّت أن محمد أجمال أمير قصاب، الناجي الوحيد من المسلحين منفذي هجمات مومباي، هو مواطن باكستاني. وقد وجَّهت باكستان في عام 2009 التهم لسبعة أشخاص يُشتبه بأنهم على صلة بهجمات مومباي، بمن في ذلك الرأس المدبر للتفجيرات، زكي الرحمن لخفي، الذي يُقال إنه زعيم لكشر طيبة . وكان تحسُّن تدريجي قد طرأ على العلاقات بين الهند وباكستان في أعقاب المحادثات التي أجراها وزيرا خارجية البلدين في شهر يوليو/تموز الماضي، والتي تلت فترة من التصريحات العلنية الحادة بين الطرفين بشأن قضية كشمير.