ميونيخ (رويترز) - قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يوم السبت ان الولاياتالمتحدة تؤيد حملة مصر للاصلاحات المنظمة للسماح باجراء انتخابات ديمقراطية في علامة على تشديد امريكي جديد على التحول التدريجي لحل الازمة بشأن حكم الرئيس حسني مبارك. والقت كلينتون بثقلها وراء جهود الاصلاح التي بدأها نائبه عمر سليمان قائلة انه لابد من اعطاء حوار الحكومة الهش مع المعارضة وقتا كي يتطور. وقالت كلينتون في كلمة امام مؤتمر للامن في ميونيخ "من المهم دعم العملية الانتقالية التي اعلنتها الحكومة المصرية التي يراسها بشكل فعلي الان نائب الرئيس عمر سليمان." وبدأ سليمان في لقاء شخصيات معارضة مستقلة بارزة يوم السبت للتعرف على الخيارات المختلفة ومن ابرزها اقتراح كي يتولى سلطات الرئيس لفترة انتقالية. واستقالت قيادة الحزب الحاكم الذي يتزعمه مبارك بعد 12 يوما من الاحتجاجات التي هزت مصر ولكن المحتجين رفضوا هذه الخطوة بوصفها خدعة لن تثنيهم عن هدفهم بالاطاحة بمبارك. وصرح مسؤولون امريكيون بان كلينتون لم تقر بشكل صريح قيام سليمان بدور سياسي في المستقبل. وسليمان مدير المخابرات العامة منذ فترة طويلة في عهد مبارك وينظر اليه كثيرون في حركة المعارضة المصرية بتشكك . وحث الرئيس الامريكي باراك اوباما نفسه مبارك على "اتخاذ القرار السليم" واشار المسؤولون الامريكيون خلال الايام السبعة المنصرمة الى انهم يعتقدون ان ايامه في السلطة ربما تكون معدودة. ولكن كلينتون التي تسعى الى وضع تشديد جديد على عملية التحول السياسي وافقت على وجهة النظر الامريكية القائلة بان وضع الاساس لانتخابات جديدة ديمقراطية بشكل حقيقي ستتطلب وقتا وصبرا. وقال مسؤول امريكي كبير طلب عدم نشر اسمه ان"رأينا هو ان المناقشات المبكرة هي الشيء السليم الذي تبادر الحكومة لفعله ويجب على المعارضة الان المشاركة فيها كي تختبر المعارضة مااذا كانت الحكومة جادة." وحثت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما مرارا الرئيس المصري حسني مبارك على الاعداد "لانتقال منظم" للسلطة وسط أكثر من أسبوع من الاحتجاجات الحاشدة غير المسبوقة ضد حكمه المستمر منذ 30 عاما. وقالت كلينتون ان "المباديء واضحة جدا والتفصيلات العملية تشكل تحديا كبيرا. "الرئيس مبارك اعلن انه لن يرشح نفسه مرة اخرى ولن يرشح ابنه نفسه" مشيرة الى ان الحكومة تعهدت ايضا باجراء اصلاحات دستورية والسماح بمشاركة سياسية اكبر. وقالت "هذا ما قالت الحكومة انها تحاول فعله وهذا ما ندعمه ونأمل ان نرى ذلك يتحرك بشكل منظم ولكن باسرع ما يمكن في ظل هذه الظروف." واصبح الموقف الامريكي اكثر ضبابية يوم السبت بسبب تصريحات ادلى بها الدبلوماسي الامريكي المتقاعد الذي ارسله اوباما كمبعوث منه للتحدث مع مبارك. وابلغ فرانك ويزنر اجتماع ميونيخ من خلال مؤتمر عبر الهاتف ان حاكم مصر القوي منذ فترة طويلة لابد وان يبقى في مكانه في الوقت الحالي على الاقل. وقال ويزنر "اننا نريد اجماعا وطنيا حول الشروط المسبقة للخطوة المقبلة . يجب ان يبقى الرئيس في منصبه لتوجيه هذه التغييرات." وامتنع المسؤول الامريكي ان يربط نفسه بتصريحات ويزنر قائلا ان ويزنر قام بمهمته الى القاهرة كمواطن خاص ولم يكن يتحدث باسم الحكومة الامريكية. وهيمنت مصر على برنامج كلينتون خلال مؤتمر ميونيخ حيث استغلت كلمتها للتحذير من ان الشرق الاوسط بوجه عام يواجه"عاصفة بكل معاني الكلمة" من الاضطرابات وانه يتعين على زعماء المنطقة ان يسارعوا بتطبيق الاصلاحات الديمقراطية الحقيقية والا خاطروا بمزيد من زعزعة الاستقرار. وظلت مصر حليفة للولايات المتحدة طوال فترة حكم مبارك التي استمرت 30 عاما وهي مهمة من الناحية الاستراتيجية للمصالح الامريكية بسبب معاهدة السلام التي ابرمتها مع اسرائيل والسيطرة على قناة السويس والمعارضة القوية للتشدد الاسلامي. ويتابع ايضا الزعماء الاخرون المتحالفون مع الولاياتالمتحدة في المنطقة اسلوب واشنطن ازاء الازمة المصرية . وتعطي الولاياتالمتحدة مصر اكثر من 1.3 مليار دولار سنويا في شكل مساعدات عسكرية مما يعطي واشنطن تأثيرا سياسيا وان كان محدودا. ولم يصل اوباما وكلينتون الى حد الدعوة لتنحي مبارك البالغ من العمر 82 عاما على الرغم من حرصهما على تقديم دعم معنوي للمحتجين الذين نظموا 12 يوما من المظاهرات المطالبة باستقالة مبارك فورا. وقالت كلينتون انه لابد من تحلي كل قطاعات المجتمع المصري بالصبر والمساهمة . واضافت "هذه مجموعة من القرارات من الصعوبة بمكان على اي حكومة تنفيذها والقيام بها باسلوب يؤدي الى النتيجة التي نسعى اليها جميعا."