القاهرة (رويترز) - قال شهود عيان ان الاحتجاجات على استمرار حكم الرئيس حسني مبارك وسياسات حكومته في عدد من المدن المصرية يوم الثلاثاء شهدت اشتباكات واسعة بين قوات الامن والمحتجين أسقطت عشرات المصابين باختناقات وجروح. وقال شاهد ان قوات الامن أطلقت الرصاص في الهواء في مدينة السويس شرقي القاهرة لتفريق مئات المتظاهرين في أحد ميادين المدينة. وأضاف أن الشرطة طاردت المتظاهرين وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة. ووصف الشاهد الاشتباكات بأنها "حرب شوارع صغيرة بين الجانبين". وقال ان عشرات الاشخاص أصيبوا بجروح واختناقات جراء الرشق بالحجارة واطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأضاف أن من بين المصابين جراء الرشق بالحجارة ضباط شرطة. وتابع أن محتجين نزعوا صورة لمبارك وأشعلوا فيها النار. والاحتجاجات التي طالبت بانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 سنة غير مسبوقة واستلهمت الثورة التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وفي القاهرة قال شاهد عيان ان قوات الامن هاجمت مئات المحتجين قرب مجلس الشعب في وسط العاصمة لتفريقهم وانهم ردوا بالقاء الحجارة. وتصدت قوات الامن لنحو 2000 محتج في الاسكندرية بعبوات الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم. وقال شاهد عيان ان المحتجين تفرقوا في شوارع جانبية. وأضاف "وقعت اصابات كثيرة بين المتظاهرين.. أمامي اثنان من المحتجين على أرض الشارع ينزفان." وقال الشاهد ان سيارات كثيرة لحقت بها أضرار خلال الاشتباكات. وخرج المحتجون الى الشوارع استجابة لدعوة من نشطاء الانترنت. وقال شهود عيان في مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ ان محتجين حطموا الواجهة الزجاجية لمعرض سيارات لوجود صورة لمبارك عليها. وقال شاهد ان المتظاهرين حطموا أيضا سيارة اسعاف ورشقوا مدرعة تابعة للشرطة بالحجارة. وفي مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في دلتا النيل فضت قوات مكافحة الشغب بالقوة اعتصاما لمئات المحتجين أمام مبنى المحافظة وألقت القبض على 32 منهم. وقال شاهد ان القوات استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات في فض الاعتصام. وأضاف أن المحتجين كانوا يعتزمون قضاء الليل أمام المبنى. وفي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في دلتا النيل ضرب ضابط شرطة محتجا بقبضة يده في وجهه فطارد محتجون الضابط وأسعوه ضربا وحاصروا منزلا احتمى به وطالبوا بتسليمه لهم بحسب شهود عيان. وقال شاهد ان الضابط وهو رئيس مباحث قسم شرطة أول المحلة الكبرى سقط على الارض عدة مرات وهو يجري وفي كل مرة كان المحتجون يركلونه. وأضاف أن مفتش الامن العام في المحافظة أصيب بحجر في رأسه ونقل الى المستشفى للعلاج. وتابع أن مفتش الامن العام سقط على الارض بعد رشقه بالحجر. وقال مصدر أمني ان ثلاثة اخرين أصيبوا في الاشتباكات. وقال الشهود ان فرقا من المحتجين طافت بالميادين العامة في المدينة وحطمت اطارات صور مبارك ونزعت الصور ومزقتها وألقت بها على الارض. وقال الشهود ان مئات المحتجين صلوا المغرب في الشوارع في القاهرة ومدن أخرى وان شبانا مسيحيين شوهدوا يقفون بجوارهم ويؤدون صلوات مسيحية. وكان قس ومستشار للبابا شنودة الثالث بابا الاقباط الارثوذكس وقعا بيانا قبل ايام يناشد الشبان المسيحيين عدم الاستجابة لدعوة الاحتجاج. وفي ظل تفكك أغلب جماعات المعارضة الرسمية وضعفها قاد نشطاء الانترنت الدعوات لمظاهرات الثلاثاء التي وصفت بأنها "يوم غضب" ضد الفقر والقمع. وتسببت الاحتجاجات في الحد من حركة المرور الكثيفة عادة في القاهرة خاصة أن الثلاثاء يوافق عيد الشرطة.