تلقت روسيا في نهاية العام 2010 سيلا من الانتقادات من قبل الغرب حول التقدم الذي احرزته في مجال الديموقراطية بعد الادانة الجديدة لقطب النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي الذي حكم عليه بالسجن حتى العام 2017. ووجهت واشنطن وبرلين وباريس انتقادات شديدة للحكم الذي صدر الخميس بحق الرئيس السابق لمجموعة "يوكوس" النفطية وشريكه بلاتون ليبيديف المسجونين منذ العام 2003. واعتبرت هذه الدول ان خطاب "التحديث" واحترام دولة القانون اللذين ينادي بهما الرئيس ديمتري مدفيديف فقد من قيمته بعد المحاكمة الثانية التي بدأت في اذار/مارس 2009. وفي الولاياتالمتحدة، اعتبرت وزارة الدفاع ان روسيا "لا يمكنها ان تطور اقتصادا حديثا من دون قضاء مستقل في موازاته". وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية موسكو بان "ترسيخ اسس دولة القانون شرط ضروري لنجاح عملية التحديث". من جهتها، اعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجمعة ان "الحكم الصادر بحق الرئيس السابق لمجموعة +يوكوس+ ميخائيل خودوركوفسكي وشريكه بلاتون ليبيديف دليل على الدوافع السياسية وراء المحاكمة والمشاكل المتجذرة للنظام القضائي في روسيا". واضافت المنظمة ان "الحكم ضربة لدولة القانون في روسيا". ورفضت روسيا الجمعة الانتقادات على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الذي قال ان "الاراء التي تم التعبير عنها هناك (في الغرب) يجب الا تؤثر ولن تؤثر مطلقا على القرارات الصادرة عن الهيئات القضائية للحكومة الروسية". واضاف ان هذه القرارات "مستقلة عن السلطات الروسية والاجنبية"، كما نقلت وكالة ايتار تاس للانباء. وتم تمديد حكم السجن بحق خودوركوفسكي وليبيديف حتى العام 2017 وكان الحكم الصادر اثر المحاكمة الاولى في العام 2005 ينص على الافراج عنهما قبل العام 2012 اي العام الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية في روسيا. واعلن الدفاع انه تقدم الجمعة باستئناف مبدئي للادانة لانه لم يحصل بعد على النص الكامل للحكم. واوضح ان استئنافا كاملا ونهائيا سيرفع في العاشر من كانون الثاني/يناير بعد انتهاء الاجازة في روسيا. وصدر الحكم الخميس في الوقت الذي تستعد فيه روسيا للاحتفال بالعام الجديد طيلة عشرة ايام متتالية من الاجازة الرسمية. ولم تصدر اي صحيفة تقريبا الجمعة، واقتصرت بالتالي تغطية الادانة الجديدة للموقوف الاكثر شهرة في روسيا على صحيفتين. واكتفت صحيفة "روسييسكايا غازيتا" الرسمية بنشر خبر مقتضب من 350 كلمة تقريبا في الصفحة الثالثة بينما نشرت صحيفة "تفوي دين" الشعبية صورة للمحاكمة يرافقه نص قصير. وتولى خودوركوفسكي عند انهيار الاتحاد السوفياتي رئاسة مجموعة "يوكوس" في ظروف غامضة واصبح اغنى رجل في روسيا. لكنه وفي العام 2000 راح يطالب بالشفافية في قطاع الاعمال في روسيا وقام بتمويل المعارضة وبرامج للمجتمع المدني مما اثار خلافا مع الرئيس انذاك ورئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين. وفي غمرة الملاحقات القانونية ضد خودوركوفسكي تم تفكيك مجموعته لصالح شركات تابعة للدولة. واعتبرت منظمات غير حكومية ومراقبون ان بوتين الرجل القوي في روسيا اطلق الملاحقات بحق خودوركوفسكي لازالة معارض كان يضايقه. ولم يتردد بوتين في مقارنة خودوركوفسكي بزعيم المافيا الاميركي آل كابوني والنصاب الاميركي برنارد مادوف وحتى باتهامه بارتكاب جرائم قتل. واعتبر قبل صدور الحكم انه تم اثبات الجرائم التي ارتكبها رجل الاعمال وهو تصريح انتقده الدفاع واعتبره نوعا من الضغوط على القضاء.