القاهرة - يلجأ الكثير من المتعاملين الافراد بالبورصة المصرية الى التداول على الاسهم الصغيرة والمتوسطة يراودهم حلم المكسب السريع في وقت قصير. لكن هذه الاسهم عادة ما تتسم بالمضاربات العنيفة مما يعرض صغار المتعاملين لخسائر مؤلمة. ويقول محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار الاسهم القيادية أصبحت لا تحقق للافراد المكاسب التي يريدونها .. هم يريدون أكبر مكسب ممكن في أقل وقت ممكن. وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية اي.جي.اكس 30 منذ بداية العام الجاري حتى الان بنحو 13 في المئة وفي المقابل صعد ارتفع المؤشر الثانوي اي. جي.اكس 70 للاسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 17 في المئة في نفس الفترة. ويتوقع عادل استمرار المسار الصعود للاسهم الصغيرة في 2011 مع اجتذابها مزيدا من أموال المستثمرين. وقال لرويترز ستواصل الاسهم الصغيرة الارتفاع في 2011 لزيادة السيولة في هذه الفترة لانها تعتبر فترة ما بعد انتهاء الازمة. وأموال الاستثمار عادة ما تتجه في البداية الى أسهم المضاربة. ومن جانبه يرى ايهاب السعيد عضو مجلس ادارة شركة أصول للوساطة في الاوراق المالية أن التقلبات السعرية للاسهم الصغيرة والمتوسطة مصدر اغراء للمستثمرين. ويتوقع السعيد أن تشهد الاسهم الصغيرة ارتفاعا انتقائيا في 2011 بينما ستلتزم باقي الاسهم بالاتجاه العرضي. وقال السعيد لرويترز يهتم نحو 70 في المئة من المتعاملين بالبورصة المصرية بهذه الاسهم خاصة وأنهم غالبا ما يكونون متعاملين أفرادا ويميلون لها نظرا لتذبذباتها العالية وهو السلوك الذي يفضله الافراد. وأضاف السعيد في بعض الاحيان قد تكون هذه الاسهم -الصغيرة -ملاذا امنا خاصة في حال تفوقها في الاداء على نظيراتها القيادية وهو ما ظهر بشدة في الاشهر القليلة الماضية. ويقول عمرو فؤاد أحد المتعاملين الافراد في السوق "الاسهم الصغيرة تحقق طفرات سعرية دون أسباب مبررة. لو كنت أسعى لربح سريع في الاجل القصير فسأتجه للاسهم الصغيرة. واذ كنت أنوي الاستثمار فسأتجه للاسهم الكبيرة. ولخص فؤاد أسلوب تعامله في البورصة قائلا "أخرج من الاسهم عندما أخسر خمسة في المئة من نقودي أو عندما أكسب عشرة بالمئة. وتراجع سهم أوراسكوم تليكوم القيادي منذ بداية 2010 وحتى منتصف ديسمبر كانون الاول بنحو 13 في المئة بينما صعد سهم أوراسكوم للانشاء والصناعة ستة في المئة خلال نفس الفترة. وفي المقابل حققت أسهم على مؤشر اي.جي.اكس 70 قفزات سعرية هائلة مثل سهم راكتا الذي ارتفع 98.5 في المئة والملتقى العربي 95 في المئة وكيما 93 في المئة. وعن احتمال اتجاه المتعاملين الاجانب للتداول بهذه الاسهم قال السعيد بالطبع قد يتعامل الاجانب في بعض هذه الاسهم خاصة وأن بعضها يتمتع بكفاءة مالية قوية. لكن محسن عادل يختلف مع السعيد قائلا لا طبعا ..الاجانب لا يهتمون بمثل هذه النوعية من الاسهم. ويضيف هذه الاسهم غير جاذبة لهم -الاجانب- لقلة نسب التداول الحر بها ولضعف أدائها المالي بجانب مشاكلها الافصاحية. وعزا عادل جاذبية هذه النوعية من الاسهم للمتعاملين الافراد الى أنه في الكثير من الاحيان يسهل لاموال المضاربة تحقيق مكاسب سريعة منها. وتابع هذه الاسهم عادة ما تنشط نتيجة ظهور نقص في السيولة وخمول في التعاملات أو اتجاة عرضي للاسهم القيادية وهي أمور وقتية أتصور أنها في طريقها للانتهاء خلال الفترة القادمة خاصة وأن بوادر الانتعاش الاقتصادي والاستقرار السياسي من المتوقع أن تلقي باثارها الايجابية علي أداء مؤشرات البورصة خلال الاشهر القادمة. وحقق الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم فوزا كاسحا في انتخابات مجلس الشورى وحصل على أغلب المقاعد في مجلس الشعب كما كان الحال منذ عقود من الزمان وأطاح بأعضاء جماعة الاخوان المسلمين من المجلس تماما. ولم يحدد الرئيس حسني مبارك (82 عاما) ما اذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى في انتخابات الرئاسة المزمعة العام القادم كما لم يتحدد مرشح ليخلفه في حالة عدم ترشحه. وقال مصطفى بدرة العضو المنتدب لادارة المحافظ المالية بشركة ثمار لتداول الاوراق المالية أسهم تلك الشركات تجذب الافراد اليها بسبب ارتفاعاتها الكبيرة وهو ما يسعى اليه أي متعامل . الربح المادي السريع. وأضاف "الاسهم الصغيرة تمثل ملاذا امنا للمتلاعبين وليس للمتعاملون الافراد. صغار المتعاملين هم ضحايا تلك المضاربات دائما. ويعبر صلاح عبد العظيم أحد المتعاملين عن وجهة نظر المستثمرين ممن احترقت أصابعهم بنيران التداول في البورصة لم يكن عندي وعي أو معلومات عن البورصة ولكن دخلتها بناء على نصيحة من أصدقاء وسماسرة... كنت أسعى لتوفير مصدر رزق لاولادي لنستطيع العيش وسط الغلاء الحالي. واضاف "أتعامل في سهمين من الاسهم الصغيرة وسهم واحد من الاسهم الكبيرة .. وتكبدت خسائر فيها كلها. وفي مقابلة مع رويترز في اكتوبر قال رئيس البورصة المصرية خالد سري صيام أنا لاأغض النظر عن أي تلاعبات بالسوق. ما أفصح عنه أقل بكثير مما أفعله. المضاربة ليست نشاطا غير مشروع ولكن التلاعب هو الامر غير المشروع. ونصح رئيس البورصة -الذي عمل في السابق مستشارا قانونيا لكل من وزير المالية ووزير التجارة الخارجية- المستثمر بضرورة ادراك "معنى الاستثمار بالبورصة وألا يستجيب الى الشائعات.. وان يحدد هل يستثمر بنفسه أم من خلال شركات محافظ مالية أم من خلال صناديق استثمار.