قال كبير المدعين في السويد يوم الاثنين إن الرجل الذي لقي حتفه في انفجار في ستوكهولم كان يرتدي حزاما ناسفا وكان يعتزم مهاجمة محطة قطارات مزدحمة أو متجر كبير عندما انفجرت العبوة الناسفة قبل موعدها. وتقول الشرطة انها على يقين تقريبا من ان المهاجم هو تيمور عبد الوهاب الذي هاجر الى السويد عام 1992 لكن معظم اقامته كانت في بريطانيا مع زوجته وطفليه. وكان متشدد أكد بادئ الامر هوية عبد الوهاب في رسالة عبر الانترنت تضمنت صورته يوم الاحد. وأصدر المتشدد بيانا جديدا يوم الاثنين يهدد فيه بمزيد من مثل هذه الهجمات اذا لم تنحسب القوات الغربية من افغانستان. وجاء في الرسالة باللغة العربية وفق ترجمة فلاشبوينت بارتنرز -وهي خدمة مقرها الولاياتالمتحدة تتابع مطبوعات الجماعات المتشددة- "ان معركة ستوكهولم هي بداية حقبة جديدة في جهادنا ستصبح فيها اوروبا ساحة لمعاركنا." وكانت مجموعة سايت انتلجنس جروب -وهي خدمة اخرى تراقب مطبوعات المتشددين الاسلاميين- التقطت ايضا الرسالة التي اضافت قولها "يجب على من يصرون على عدم الاذعان لمطالبنا ان ينتظروا هجماتنا التي ستصل الى قلب اوروبا." ولم يمكن التأكد من مصدر مستقل بأن المتحدث له صلات بعبد الوهاب ولكن من المتوقع ان تعكف اجهزة الاستخبارات على دراسة الرسالة بحثا عن اي مؤشرات على صلات بشبكة للمتشددين. واذا تبين ان عبد الوهاب كانت له مثل هذه الصلات فمن المحتمل ان هذه الشبكة تتآمر لتنفيذ تفجيرات اخرى. وفي مقابلات مع أشخاص يعرفون عبد الوهاب رسم هؤلاء صورة لشخص مفعم بالحيوية محب للهو لكنه انزلق الى التشدد بشكل متزايد في ارائه تجاه بريطانيا واختلف مع مسؤولي مسجد محلي هناك عام 2007 بسبب ارائه السياسية المتطرفة. وزاد الهجوم -وهو الاول من نوعه في السويد- المخاوف من شن هجمات في أوروبا اثناء عطلة عيد الميلاد. بدأ الحادث حينما انفجرت سيارة كانت تحتوي على اسطوانات غاز في منطقة تجارية مزدحمة بعد ظهر السبت في وسط ستوكهولم وبعد دقائق وقع انفجار في مكان مجاور أسفر عن مقتل المهاجم واصابة شخصين. وقال توماس ليندستراند كبير المدعين في مؤتمر صحفي يوم الاثنين "كان يضع حزاما ناسفا ويحمل حقيبة صغيرة على الظهر بها قنبلة." واضاف "كان يحمل ايضا شيئا يشبه اناء طهي بالبخار. لو انفجرت المواد الناسفة كلها في نفس الوقت لاحدثت أضرارا جسيمة للغاية." وتابع ليندستراند ان المهاجم كان متجها على الارجح "الى مكان يوجد به أكبر عدد ممكن من الناس.. ربما المحطة المركزية.. ربما (متجر) أهلنز." وقال ليندستراند انه من شبه المؤكد ان الرجل هو عبد الوهاب الذي تردد اسمه على نطاق واسع في وسائل الاعلام وأنه يعتقد أن له شركاء لان خطة الهجوم أعدت بعناية. ونقلت وكالة (تي.تي) السويدية للانباء عن وزيرة العدل السويدية بياتريس اسك قولها ان مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي أرسل سبعة من خبراء القنابل للمساعدة في التحقيق. وقال ليندستراند ان عبد الوهاب من بلد شرق أوسطي لكن لم يتضح أي بلد تحديدا. وقالت وسائل اعلام ان عبد الوهاب قدم من العراق. وقالت هيئة الهجرة السويدية انه قدم الى السويد عام 1992 وحصل على الجنسية بعد ست سنوات. ودرس عبد الوهاب في جامعة بمدينة لاتن بجنوب انجلترا وتخرج عام 2004 بعد حصوله على شهادة في الطب الرياضي. ويقيم في لاتن جالية اسلامية كبيرة وهي المكان الذي التقى به المفجرون الانتحاريون الذين نفذوا هجمات يوليو تموز عام 2005 المميتة على شبكة النقل في لندن. وفتشت الشرطة البريطانية منزلا في لاتن حيث كان عبد الوهاب يقيم مع زوجته وطفليه. وقال مسؤولون سويديون انه كان يسافر بين الحين والاخر الى منزل في بلدة تراناس الصغيرة على بعد نحو 200 كيلومتر الى الجنوب الغربي من ستوكهولم. وقد خضع المنزل ايضا للتفتيش. وقال أندرس ثورنبرج مدير العمليات في الشرطة السويدية لتلفزيون رويترز " كان له بعض الاقارب في السويد وفي حدود علمي كانت له معيشة اخرى في انجلترا." وقبيل الانفجارين تلقت وكالة (تي.تي) السويدية للانباء رسالة تهديد بالبريد الالكتروني ملحقا بها تسجيل صوتي ينتقد وجود القوات السويدية في أفغانستان ورسوما ساخرة للنبي محمد رسمها فنان سويدي وأغضبت المسلمين في عام 2007. وجاء في الرسالة "أقول لكل المسلمين في السويد.. كفوا المداهنة واذلال أنفسكم. فحياة الذل بعيدة عن الاسلام. وأعينوا اخوانكم وأخواتكم ولا تخشوا شيئا أو أحدا الا الله الذي تعبدونه." ونقلت صحف سويدية مقتطفات فيديو عن الانفجار الذي قتل عبد الوهاب وما اعقبه مباشرة. وفي أحد هذه المقتطفات في الموقع الالكتروني لصحيفة أفتونبلاديت توجه أناس نحو الرجل وجذبوا ملاءة وبطانية وضعتا فوقه. وصاحت امرأة "انه حي انه حي" قبل ان يقال لها ابتعدي بسبب اجزاء اخرى من القنبلة على مقربة من المكان. وقال فراست لطيف أمين مسجد المركز الاسلامي في لوتون ان عبد الوهاب كان يتردد على المسجد في عام 2007. وقال لطيف لرويترز "انه كان ودودا ومرحا للغاية في بادئ الامر وأحبه الناس. ولكنه لفت انتباه لجنتنا دعوته الى افكار متطرفة." واضاف قوله انه عندما تم مواجهته خرج غاضبا ولم يره أحد في المسجد مرة اخرى. وجاء الحادث بعد شهور ساد فيها التوتر في أوروبا بعد أن أصدرت الولاياتالمتحدة تحذيرا من احتمال أن يشن متشددون هجمات وعقب محاولة فاشلة من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لارسال طردين ناسفين الى الولاياتالمتحدة عبر أوروبا. وقضت محكمة سويدية يوم الجمعة بالسجن اربع سنوات على رجلين على صلة بحركة الشباب المتشددة لتآمرهما لارتكاب عمل ارهابي. من باتريك لانين ونيكلاس بولارد