استانة (رويترز) - يسعى الرئيس التركي عبد الله جول الذي يشعر بالاحباط ازاء العقبات "المصطنعة" التي تقف في طريق طموح بلاده في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الى توثيق علاقات بلده مع روسيا ودول اسيا الوسطى. وقال الرئيس التركي خلال مقابلة مع رويترز ان العضوية في الاتحاد الاوروبي ما زالت أولوية وان تركيا ستقوم بدور رئيسي مستقبلا في امداد أوروبا بالطاقة. لكنه قال ان بلاده تقوم أيضا بدور متزايد في الدول السوفيتية السابقة. واستفادت تركيا وهي عضو رئيسي في حلف شمال الاطلسي من انتهاء الحرب الباردة من خلال عقد صداقات مع الخصوم السابقين. وينظر الغرب اليوم بقلق أكبر ازاء توثيق تركيا لعلاقاتها مع دول مسلمة مجاورة مثل ايران وسوريا لكن أنقرة ترى أن دورها هو اشاعة الاستقرار في المنطقة. وقال جول ان القرب بين أنقرة وموسكو أدى الى احراز تقدم في الصراع القائم منذ عشرات السنين بين أرمينيا وأذربيجان حول اقليم ناجورنو قرة باغ الساعي للانفصال. كما تستعد تركيا للاستثمار في قرغيزستان بعد تولي حكومة جديدة عقب الاطاحة بالرئيس واندلاع أعمال عنف عرقية في هذا البلد في وقت سابق من العام الجاري. وقال جول على هامش قمة منظمة الامن والتعاون في أوروبا في استانة عاصمة قازاخستان "ستكون في الاساس مساعدة اقتصادية ومالية. كما أننا نباشر عددا من برامج التدريب." واتفق الزعماء السياسيون في قرغيزستان التي تضم قاعدة جوية لكل من الولاياتالمتحدةوروسيا يوم 30 نوفمبر تشرين الثاني على تشكيل حكومة ائتلافية واقامة اول نظام ديمقراطي برلماني في المنطقة. وقال جول ان مجلس التعاون التركي وهو مجلس جديد يضم الدول المتحدثة بالتركية سيساعد على تقوية علاقات أنقرة مع دول اسيا الوسطى حيث تمثل الشركات التركية أحد اكثر المستثمرين نشاطا. ومضى جول يقول "ابان النظام السوفيتي كان هناك سور يفصل بين تلك الدول ونحن. كنا نخفي مشاعرنا تجاه هذا الجزء من العالم." وأضاف "حتى على الرغم من أن لهجة كل منا مختلفة فاننا نتحدث لغة واحدة.. لدينا ثقافة واحدة.. وعقيدة واحدة." وانقضت خمس سنوات منذ أن بدأت تركيا محادثات رسمية للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وخلال ذلك الوقت أكملت تركيا موضوعا واحدا للتفاوض وفتحت 13 موضوعا اخر ليتبقى بذلك 21 موضوعا. وتحول شكوك ازاء انضمام دولة مسلمة يسكنها 74 مليونا دون تقبل أوروبا لعضوية تركيا. وقال جول ان هذه القضية أصبحت ذات دوافع سياسية وان عقبات "مصطنعة" تعطل هذه العملية. وأردف قائلا "بدأنا مفاوضات العضوية ونحن مصرون جدا على اتمامها." وذكر أن تركيا ستقوم بدور محوري في مسارات جديدة لامدادات الطاقة لاوروبا وان تنويع موارد النفط والغاز سيكون مفيدا للدول الاوروبية. وتابع قوله "الموارد القادمة من روسيا تكملها امدادات من القوقاز واسيا الوسطى وايران اذا كانت البيئة السياسية مستقرة.. وسيكون الشرق الاوسط الخيار الطبيعي." ومضى يقول "تصبح تركيا مسارا بديلا مهما للغاية للطاقة عندما أعدد كل الدول الموردة" للنفط والغاز.