يدخل مؤتمر الاممالمتحدة حول التغير المناخي المنعقد في كانكون في صلب الموضوع الثلاثاء مع بدء المفاوضات حول كيفية مساعدة الدول الاكثر ضعفا على التكيف مع التبدل المناخي ومكافحة انحسار الغابات او حمل كبار الملوثين على بذل مزيد من الجهود. ودعت المسؤولة عن ملف المناخ في الاممالمتحدة كريستيانا فيغيريس امس الوفود لدى افتتاح المؤتمر الى "التسوية". ومهمة الوفود التي اجتمعت في فندق مون بلاس الفخم على ضفاف الكاريبي هي التوصل الى "رزمة قرارات متوازنة". وتعد هذه الطموحات بسيطة لاعطاء دفع لعملية التفاوض التي تأثرت نتيجة فشل مؤتمر كوبنهاغن العام الماضي في التوصل الى اتفاق شامل وملزم لمكافحة التقلبات المناخية. ولدى افتتاح مؤتمر كانكون اعربت الولاياتالمتحدة والصين والجزر الصغيرة عن الرغبة في التوصل الى اتفاق في كانكون. ولتحقيق هذه الغاية على الدول ال194 الموقعة على المعاهدة-الاطار للامم المتحدة حول التقلبات المناخية ان تتفق على كلمة "توازن" رزمة القرارات. ويبدو ان بعض المواضيع لن تطرح مشكلة منها العملية الرامية الى دفع تعويضات مالية للدول التي تحد من التصحر او تدهور غاباتها او الصندوق الاخضر الذي يمر عبره جزء من مبلغ 100 مليار دولار سنويا الذي سيخصص للدول الفقيرة بحلول 2020. لكن هناك في المقابل مواضيع حاسمة يتوقع ان تثير نقاشات حادة احدها آلية التحقق من جهود الدول لخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وقال كبير مفاوضي المفوضية الاوروبية ارتور رونج-ميتزجر الثلاثاء "يمكنني ان اؤكد لكم انه سيكون موضوعا مثيرا للجدل". وتبدي الصين تحفظات لتدخل خارجي لخططها المتعلقة بالمناخ لكن واشنطن تربط جهودها لجهة خفض انبعاثات غازات الدفيئة بمراقبة كل ما تقوم به منافستها الاقتصادية. ولدى افتتاح اعمال المؤتمر اعرب كبير المفاوضين الاميركيين جوناثان برشينغ عن تفاؤله مشيرا الى "لقاءات في الكواليس" مع نظيره الصيني. اما الملف الشائك والاساسي بالنسبة الى الدول النامية فهو متابعة بروتوكول كيوتو بعد انتهاء الالتزامات الملزمة التي اتخذت حتى نهاية 2012. وحذر المفاوض البرازيلي لويس فيغيريدو بالقول "اذا لم يكن لديكم قرار واضح في هذا الخصوص في كانكون من المستحيل التوصل الى قرارات في ملفات اخرى". واعلن الاتحاد الاوروبي انه "مستعد لدرس تمديد بروتوكول كيوتو" غير الملزم للصين والولاياتالمتحدة (40% من انبعاثات غازات الدفيئة). واعربت دول اخرى مثل كندا واستراليا واليابان عن تحفظها لذلك لا بل رفضها الصريح. وبالكاد كانت المفاوضات قد بدأت حتى تعثرت بعقبات اجرائية. والى جانب النص الرسمي للمفاوضات -- حوالى 70 صفحة مع مجموعة خيارات -- وزعت رئيسة احد منتديات التفاوض نصا اقصر يتضمن نقاط الاتفاق الممكنة. وقال المفاوض البوليفي بابلو سولون خلال الاجتماع "علينا تفادي تكرار ما حصل في كوبنهاغن في الساعة الثالثة صباحا مع وثيقة لم تبحث الاطراف مضمونها". وكان حوالى عشرين من رؤساء الدول توصلوا الى اتفاق على عجل في كوبنهاغن.