كشفت اجتماعات مؤتمر كانكون بشأن التغيرات المناخية الذى عقد مؤخرا فى المكسيك عن وجود خلافات كبيرة بين دول العالم فيما يتعلق بتمديد بروتوكول كيوتو, حيث لاتزال الدول المتقدمة, لاسيما اليابان, والدول النامية على خلاف كبير وتعارض اليابان الالتزام بفترة جديدة من بروتوكول كيوتو, فيما قالت فنزويلا والاكوادو وبوليفيا انها لن توقع اى اتفاقية اخرى اذا لم توقع الدول المتقدمة على تمديد بروتوكول كيوتو. فعلى الرغم من اجتماع 190 دولة فى كانكون بالمكسيك فى محاولة لتحريك مكافحة التغيرات المناخية سعيًا لطى صفحة فشل المؤتمر السابق الذى عقد فى كوبنهاجن لأن فشلاً جديداً قد يشكل ضربة قاضية لعملية التفاوض الدولية التى بدأت قبل 18 سنة؛ إذ لاتزال الخلافات بشأن تمديد بروتوكول كيوتو إلى ما بعد عام 2012 تراوح مكانها. وذكرت وكالة أنباء «شينخوا» فى تقرير لها أن امين عام الاممالمتحدة بان كى مون قال: «لسنا بحاجة إلى اقتراح حلول لكافة المشاكل، لكننا بحاجة إلى احراز تقدم على كافة الجوانب». ودعا الامين العام كافة الاطراف إلى الاتفاق على اتفاقية صغيرة فى كانكون دون التطلع إلى اتفاقية نموذجية شاملة. وأضاف: «ليس بمقدورنا احراز اتفاق شامل فى هذه المرة، مشيرًا إلى انه «بإمكان كل دولة ومن واجبها القيام بالمزيد» فى كانكون, مشيرا إلى انه «لا يمكن كما هو معتاد تبرئة ساحة الاعمال يجب ان تمثل كانكون اختراقا». كما اعرب بان عن قلقه العميق ازاء عدم كفاية جهود المجتمع الدولى حتى الآن فى مفاوضات التغير المناخى. وأن وتيرة التغير المناخى الذى تسبب به الانسان تتسارع نحن بحاجة إلى نتائج الآن نتائج من شأنها أن تكبح انبعاثات الاحترار العالمى، مضيفا: «إن الطبيعة لن تنتظر حتى نتفاوض. فالعلم يحذر من ان النافذة التى يمكننا من خلالها منع التغير المناخى من الخروج عن السيطرة ستوصد قريبا». وفى السياق ذاته ذكر رئيس مفاوضى الصين فى محادثات المناخ أن الصين سوف تحافظ على مسار التنمية المستدامة عن طريق الكربون المنخفض والتنمية الخضراء ولن تكرر أبدًا الطريق القديم الذى سلكته الدول المتقدمة لاستهلاك الطاقة العالى والانبعاثات غير المحدودة. وقال شيه تشنهوا، رئيس الوفد الصينى، ل «شينخوا» إن الصين مازال لديها عدد كبير من السكان يعيشون فى فقر وانها تواجه كثيرًا من التحديات مثل تخفيض حدة الفقر وتحسين مستويات المعيشة والاستجابة لتغيرات المناخ، ولكنه اضاف: «ان مثل هذه التحديات تقدم ايضا فرصاً لدول مثل الصين لتحويل نمط نموها الاقتصادى». واستطرد قائلا: «إن مؤتمر المناخ المقبل سيعقد فى دوربان بجنوب افريقيا 2011. ووفقا لشي, فإن الاطراف واثقة فى مؤتمر جنوب افريقيا. ويمكننا أن نقطع خطوة إلى الامام فى جنوب افريقيا إذا استطعنا أن نواصل دعم روح الوحدة والتنسيق فى مؤتمر كانكون وأن نمضى بها قدما». ومضى شى يقول إنه على الرغم من أن النتائج كانت ايجابية فلا يمكن وصفها ب «التامة». فقد تركت بعض التفاصيل لحلها فى جنوب افريقيا وقال شي: «سوف نجرى مناقشات بشأن المحتويات الجوهرية لفترة الالتزام الثانية ببروتوكول كيوتو فى مؤتمر جنوب أفريقيا، كما يتعين أن توضع القضايا, التى تشمل التمويل والتكنولوجيا والغابات والتكيف, والتى تعتبر مركز اهتمام الدول النامية, موضع التنفيذ». وفى السياق ذاته دعت كريستيانا فيغوريس، السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الاممالمتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ، جميع الاطراف فى الاتفاقية إلى «تسوية الخلافات» للتوصل إلى اتفاقيات ملموسة لمكافحة تغير المناخ و»ارضية مشتركة» وتوحيد الاراء. وقالت «إن الطريق الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو تسوية الخلافات بين الجميع وهذه مهمتنا هنا. وقبل كل شيء تسوية الخلافات التى مازالت قائمة فى خارطة طريق بالى». وإحدى الصعوبات الرئيسية فى المؤتمر هى الموافقة على فترة ملزمة ثانية لبروتوكول كيوتو الذى يلزم الموقعين عليه بخفض انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة بنسبة 5 فى المائة مقارنة مع مستوياتها عام 1990 قبل حلول عام 2012.