اسلام اباد (رويترز) - قال مسؤولون ان أفغانستانوباكستان اتفقتا يوم الخميس على تنسيق جهودهما ضد مهربي المخدرات في مؤشر على تنامي العلاقات بين الجارتين اللتين تقاتلان مسلحين اسلاميين على حدودهما. جاء التوصل الى الاتفاق خلال اجتماع سنوي في اسلام اباد للمبادرة الثلاثية التي ساعد في وضعها مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة. وشاركت ايران ايضا في الاجتماع. وقال طارق خوسا مدير ادارة مكافحة المخدرات في باكستان للصحفيين " اتفقت باكستانوأفغانستان في هذا الاجتماع ايضا على الشروع قريبا في القيام بعمليات منسقة لقواتنا في مجال انفاذ القانون." واتسمت العلاقات بالفتور بين كابول واسلام اباد منذ الاطاحة بحكومة حركة طالبان في أفغانستان عام 2001 لكنها تحسنت في الاونة الاخيرة مع ابرام اتفاق بشأن تجارة الترانزيت الصيف الماضي. وكانت الدولتان تعملان بشكل منفصل مع ايران بشأن مكافحة المخدرات لكن هذه هي المرة الاولى التي يتعهد فيها الجانبان علانية بالعمل سويا. وقال نديم رحمن المستشار في مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة " سيحدث ذلك فرقا بكل تأكيد لان الدول الرئيسية لم تتعاون سابقا مع بعضها البعض. ستشهدون الان بعض التحسن." وقال خوسا ان أفغانستانوباكستانوايران اتفقت ايضا على اقامة مكاتب اتصال عند حدودها وتفعيل مكتب مشترك في طهران للتخطيط لمكافحة المخدرات. وتسهم أفغانستان بنحو 90 في المئة من الانتاج العالمي من الافيون حيث تجري معالجة معظمه لانتاج الهيروين ثم ارساله للخارج عبر ايرانوباكستان. وفي عام 2009 انتجت أفغانستان 6900 طن من الافيون وهي كمية اكبر بكثير من اجمالي ما يستهلكه المدمنون في العالم والذي يقدر بنحو 5000 طن. وتقدر قيمة المحصول بنحو ثلاثة مليارات دولار سنويا من الاقتصاد الافغاني مما يدخل البلاد في حلقة مفرغة حيث تساعد اموال المخدرات في تمويل تمرد طالبان وتزيد من الفساد السياسي. ويقول مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان طالبان حصلت على نحو 150 مليون دولار من تجارة الافيون العام الماضي. وتتلقى طالبان اموالا من كل من المزارعين وتجار المخدرات الذين يهربون الافيون عبر حدود أفغانستان. ويتزايد انتاج أفغانستان من الافيون سنويا منذ الاطاحة بحكومة طالبان رغم انفاق ملايين الدولارات للقضاء على هذا المحصول وتشجيع المزارعين على زراعة محاصيل بديلة واعتقال تجار المخدرات.