اكدت الاممالمتحدة الاربعاء ان زراعة الافيون في افغانستان تراجعت بنسبة 22 في المئة هذا العام بسبب هبوط حاد في اسعار المخدر دفع المزارعين الى التحول الى محاصيل اخرى. ووفقا للتقرير السنوي للامم المتحدة فان عدد الافغان المشتغلين في تجارة المخدرات نقص حوالي 800 ألف مقارنة مع 2008 وهي انباء سارة نادرة للمساعي الغربية في البلد الذي يشهد تصاعدا حادا للعنف في الحرب الدائرة منذ ثمانية اعوام ضد مقاتلي طالبان. ويقول مسؤولون غربيون ان تجارة المخدرات تمول الهجمات المسلحة للمتشددين وتغذي الفساد والجريمة وتقوض الدولة الافغانية التي يحاولون دعمها. ولفترة طويلة ظلت افغانستان المنتج لحوالي 90 في المئة من الافيون في العالم وهي المادة المخدرة التي يصنع منها الهيروين، وفي عام 2007 حطمت كل الارقام القياسية لكن زراعة الافيون بدأت منذ ذلك الحين في التراجع. واكد مكتب الاممالمتحدة بشأن المخدرات والجريمة ان 123 ألف هكتار استخدمت هذا العام لزراعة نبات الخشخاش الذي يصنع منه الافيون انخفاضا من 157 ألف هكتار في 2008 . وحدث معظم هذا الانخفاض في هلمند أكثر اقاليم البلاد عنفا ومعقل زراعة الافيون والذي تتركز فيه المجهودات الحربية للقوات الامريكية والبريطانية، وهبطت زراعة الافيون هناك بمقدار الثلث الي 69833 هكتارا من 103590 هكتارا في 2008 . وهبط محصول الافيون في 2009 بنسبة 10 في المئة الي 6900 طن من 7700 طن في 2008 ، وهذا الانخفاض البالغ حجمه 800 طن هذا العام يعادل تقريبا ضعفي الكمية المنتجة في "المثلث الذهبي" وهي المنطقة الرئيسية لانتاج الافيون في جنوب شرق اسيا. وأدى هبوط الاسعار الى انخفاض القيمة الاجمالية لمحصول الافيون في افغانستان بنسبة 40 في المئة الي 438 مليون دولار، ويشكل الافيون الان 4 في المئة فقط من الناتج المحلي الاجمالي الافغاني مقارنة مع 7 في المئة في 2008 ومع مستوى قياسي بلغ 27 في المئة في 2002 وهو العام التالي على الاطاحة بطالبان من حكم افغانستان. وبلغ عدد الاشخاص المشتغلين بزراعة الافيون في افغانستان فى 2009 ، 1.6 مليون انخفاضا من 2.4 مليون في 2008 . ويبدو ان هذا التراجع لزراعة الافيون هو نتيجة لعوامل اقتصادية أكثر من ان يكون نتيجة لمساعي فرض القانون وجرى استئصال 4 في المئة فقط من المحصول في حين تم مصادرة 2 في المئة من المنتج بعد حصاده. لكن مع استمرار افغانستان في انتاج كميات من الافيون تزيد عما يمكن ان يستهلكه العالم هناك مخاطر بان المخزونات الضخمة من تلك المادة المخدرة يمكن ان تمول العنف لسنوات قادمة. وقال انطونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب الاممالمتحدة بشان المخدرات والجريمة في التقرير الذي نشر الاربعاء "هناك مخزونات.. في جنوبافغانستان وبالتأكيد في باكستان واماكن اخرى، هذه المخزونات قد يمكن ان تكون وسيلة مهمة جدا لتمويل الارهاب في العالم وليس فقط في المنطقة.