جنيف (رويترز) - قال نشطاء يوم الاربعاء ان تقدما كبيرا في فرض حظر دولي على الالغام الارضية احرز عام 2009 مع تراجع الخسائر الناجمة عنها بشدة في حين ذكرت روسيا انها لم تعد تستخدم هذا السلاح. لكن النشطاء ابلغوا مؤتمرا صحفيا ان المخاوف لا تزال باقية في ظل استمرار الهند وباكستان وميانمار في انتاج الالغام الارضية ونقص المعلومات من كوريا الشمالية واستخدامها من جانب جماعات متمردة في ست دول. وقال مارك هيزناي رئيس تحرير التقرير الذي يصدر سنويا بشأن تأثير الاتفاقية في مؤتمر صحفي "التقدم القياسي الذي احرز العام الماضي نحو القضاء على الالغام المضادة للافراد يظهر ان اتفاقية حظر الالغام (لعام 1997) ناجحة." وقال ستيف جوز وهو باحث اخر مشارك في اعداد التقرير الذي اصدرته الحملة الدولية لحظر الالغام الارضية الفائزة بجائزة نوبل "لقد شوهنا سمعة هذا السلاح لدرجة فوزنا في الحرب ضده." ويقول التقرير الذي يحمل عنوان "مراقبة الالغام الارضية 2010" ان 156 دولة وقعت على الاتفاقية التي تحظر انتاج ونشر وتخزين ونقل الالغام الارضية والتي جرى التفاوض عليها في التسعينات تحت ضغط من الحملة الدولية لحظر الالغام الارضية. ونأت دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة والصين وروسيا و 36 دولة اخرى بنفسها عن الاتفاقية التي جرى التفاوض عليها خارج اطار الاممالمتحدة. لكن التقرير يقول ان معظم هذه الدول تلتزم بأحكامها بفاعلية. فروسيا التي كانت تسجل في جميع التقارير التي صدرت منذ عام 1999 بوصفها مستخدمة لهذا السلاح رفعت من قائمة 2010 بعد اعلانها انها اوقفت نشرها في حين تساهم الصين في صناديق لبرامج نزع الالغام في اطار الاتفاقية. اما الولاياتالمتحدة التي يعتقد ان جيشها يريد الاحتفاظ بخيار استخدام ما يقول النشطاء انه "سلاح الحرب الباردة" الذي عفا عليه الزمن فتعكف على مراجعة سياساتها بشأن الالغام وستحضر اجتماعا لمراجعة الاتفاقية في جنيف الاسبوع المقبل. ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 يعتقد ان عشرات الالاف من المدنيين قتلوا او اصيبوا بتشوهات جراء الغام تستهدف اصلا العسكريين في الصراعات الاقليمية والمحلية وجميعها تقريبا في دول نامية. ويشير التقرير الى تسجيل 3956 حالة وفاة واعاقة لمدنيين في انحاء العالم جراء الالغام وهو ادنى معدل لعدد الضحايا منذ بداية نشر التقرير عام 1999 وبانخفاض بنسبة 30 في المئة تقريبا عن عام 2008. لكن التقرير يحذر من ان هذه الارقام تقريبية ولا تغطي سوى الحوادث المعروفة فقط. ويقول التقرير ان كثيرا من الحوادث التي تقع في مناطق نائية بدول فقيرة تحدث دون الابلاغ عنها.