ميتروفيتشا (كوسوفو) (رويترز) - تعتبر الولاياتالمتحدة لومبرجاك باجرام أصلاني أحد أهم المطلوبين لكنها لا تستطيع المطالبة بتسلمه واستجوابه لانه يعيش في كوسوفو ذات الوضع الدولي غير المعتاد. وعلى خلاف اخرين تضعهم واشنطن في قائمة المطلوبين لا يعيش أصلاني في الخفاء في منطقة صحراوية او منطقة جبلية وعرة. فالرجل ذو الثلاثين عاما يعيش في العلن مع أسرته في كوسوفو وهي منطقة في البلقان موالية للولايات المتحدة ينتشر فيها نحو 800 جندي أمريكي يساعدون في الحفاظ على سلام هش بين الاغلبية الالبانية ومعظمها مسلمون والاقلية الصربية التي كانت تحكم كوسوفو من قبل. بل ان أحد رجال الشرطة البشوشين أشار الى الشارع المؤدي الى منزله حين حاول صحفي مؤخرا الوصول الى بيت أصلاني في ميتروفيتشا وهي من أكبر مدن كوسوفو. دخلت قضية أصلاني مأزق المحاكم المختلطة في كوسوفو التي بها نظام قضائي ضعيف جعل قضاة ومدعين في الاتحاد الاوروبي يتعاملون مع القضايا الكبرى المتصلة بالارهاب وجرائم الحرب. وتريد كوسوفو التي اعترف باستقلالها عدد كبير من الدول قبل نحو ثلاث سنوات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي يوما لكنها مازالت محمية دولية رغم مرور أكثر من عشر سنوات على حرب تحريرها من صربيا. وعقدت عبارة "مطلوب" التي وضعها مكتب التحقيقات الاتحادي على الانترنت حياة أصلاني الذي يعتمد في اعالة زوجته وأطفاله الثلاثة على اعانة قدرها 75 يورو فقط في الشهر (100 دولار) تقدمها الدولة للعاطلين. وقال أصلاني بعد ان قدم لضيفه كوبا من عصير الفراولة في منزله البسيط للغاية "فقدت وظيفتي وتجيء أوقات لا أجد فيها ما يكفي لاطعام أطفالي. "لا أحد يوظفني. يقولون لي انت ارهابي لقد هاجمت أمريكيين." ويجيء في بيان مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي انه يشتبه في أن " باجرام اصلاني اشترك مع مجموعة مكونة من ثمانية أفراد في الولاياتالمتحدة في التآمر للقيام بعمليات جهادية تتسم بالعنف وجمع اموال للمجاهدين او المحاربين في عمليات جهاد تتسم بالعنف." واعتقل اصلاني وهو مسلم من البان كوسوفو في يونيو حزيران لكن افرج عنه بعد ان رفض قضاة اوروبيون طلب الولاياتالمتحدة ترحيله من كوسوفو وتسليمه لواشنطن. ورأى القضاة الاوروبيون ان الولاياتالمتحدة لم تقدم اسانيد كافية للاعتقاد بأن اصلاني ارتكب الجرائم المنسوبة له كما اشاروا ايضا الى غياب اتفاق لترحيل المطلوبين بين واشنطن وبريشتينا. ويقول اصلاني انه بريء من كل التهم المنسوبة له. ويعيش الرجل الذي يعتبره مكتب التحقيقات الاتحادي شديد الخطورة الى جوار مبنى للامم المتحدة ويصلي في المسجد ويحيي رجال الشرطة وهو في طريقه للسوق لشراء ما تحتاجه اسرته. اما شكله فلا يختلف عن صورته التي تنشرها الشرطة الدولية (الانتربول) على الانترنت كرجل ملتح. ويطلب الانتربول من كل من لديه معلومات عن مكانه ان يبلغ الشرطة المحلية او الدولية. ويقول اصلاني المتهم بتقديم دعم مادي لمشتبه بهم في قضايا ارهاب وبالتآمر لقتل وايذاء اناس في الخارج "أنا ضحية المخابرات." وهو متهم بان له صلة برجال اعتقلوا في نورث كارولاينا العام الماضي بسبب خطة مزعومة لمهاجمة قاعدة لمشاة البحرية الامريكية في فرجينيا وخطط مزعومة لايذاء اناس في أماكن بالخارج منها كوسوفو والاردن وقطاع غزة. وتضمنت هذه المزاعم ان اصلاني كان يعتزم شراء ارض في كوسوفو تكون بمثابة قاعدة للاسلاميين المتطرفين لتخزين الاسلحة وتدريب المقاتلين بهدف ارتكاب أعمال ارهابية في الخارج. وقال دين بويد المتحدث باسم وزارة العدل الامريكية "نواصل سعينا لمحاكمته في الولاياتالمتحدة." وفي سبتمبر ايلول عام 2009 حكمت محكمة صربية على اصلاني غيابيا بالسجن ثماني سنوات لبيع اسلحة لمتشددين اسلاميين وهي تهمة ينفيها عن نفسه. ويقع منزل اصلاني على بعد بضع مئات من الامتار من نهر ايبار الذي يفصل الجزء الخاضع لسيطرة حكومة كوسوفو في المدينة عن المنطقة التي يقطنها الصرب الموالون لبلجراد. والولاياتالمتحدة وصربيا ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين تريدان وضع اصلاني خلف اسوار السجن فحكومة كوسوفو أيضا وافقت على طلب مقدم من وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لترحيله. ويقول اصلاني ان كل ما بقي له هو اسرته وايمانه بالله ويقول ان ايمانه ساعده على التغلب على الاحداث المروعة التي شهدها في حرب كوسوفو عامي 1998 و1999 . وقال "رأيت اناسا انتزعت قلوبهم وجزت رؤوسهم. بعد الحرب عانيت كثيرا من الصدمة. الاسلام انقذني من هذه المحنة. أحمد الله أنه أعانني." وأضاف "كل شيء اسود منذ اتهامي. لو كنت مسلحا وخطرا لما كنت هنا ولعشت في ظروف أفضل."