قالت الشرطة إن انفجارا في مدينة ميتروفيتشا الشمالية معقل الصرب في دولة كوسوفو الوليدة ألحق أضرارا يوم الخميس في سيارتين للأمم المتحدة في مجمع يضم مقرا للشرطة ومحكمة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم شرطة كوسوفو "ما زلنا لا نعرف ما إذا كان (الانفجار) نجم عن إلقاء قنبلة أو عن زرع عبوة ناسفة تحت إحدى السيارتين." وأغلقت قوات حفظ السلام البرتغالية التابعة لحلف شمال الأطلسي المنطقة وتوجه محققون من الأممالمتحدة إلى المكان. وكان المجمع محور احتجاجات يومية من الصرب الذين يطالبون بالسماح لهم بالسيطرة على محكمة الأممالمتحدة بعد أن أعلنت الأغلبية الألبانية التي تمثل 90 في المائة من سكان كوسوفو الاستقلال عن صربيا 17 فبراير. ورفضت صربيا التي تدعمها روسيا و120 ألف صربي ما زالوا يعيشون في كوسوفو الانفصال الذي أيده الغرب. وأصبحت كوسوفو إقليما خاضعا في واقع الأمر لحماية الأممالمتحدة عام 1999 بعد حملة القصف الجوي التي نفذها حلف شمال الأطلسي لمدة 11 أسبوعا لطرد القوات الصربية ووقف عمليات القتل والتطهير العرقي ضد المدنيين الألبان خلال حرب استمرت عامين. ويتولى الاتحاد الأوروبي مسئولية الأمن والإشراف على الدولة الجديدة. وحتى اليوم اعترفت 21 دولة بينها 12 بلدا عضوا في الاتحاد الأوروبي باستقلال كوسوفو. وفي سياق مقارب أعلن نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة "تعارض بشكل مطلق" تقسيم كوسوفو "سواء كان ذلك أمرا واقعا أو بشكل تدريجي". وقال بيرنز خلال مؤتمر صحفي "نعارض بشكل مطلق تقسيم كوسوفو". وأضاف أن "القسم الأكبر من دول العالم لن يدافع عن هذا النوع من الأمور". وقال بيرنز "لقد قال إننا لن نوافق ولن نتسامح مع أية حركة نحو التقسيم، سواء أكان التقسيم أمرا واقعا أو تقسيما بشكل تدريجي أو تقسيما قانونيا لن ندعمه أبدا". من جهة ثانية، هاجم بيرنز القوميين الصرب معتبرا أنهم لم يتوصلوا إلى نسيان التاريخ، وما حصل في البلقان في التسعينات، في إشارة إلى حملة التطهير العرقي التي قادتها القوات الصربية ضد ألبان كوسوفو. وتابع "بسبب هذا التاريخ سحبت الأممالمتحدة كوسوفو من صربيا في يونيو 1999 . ومضى يقول "اليوم، الولاياتالمتحدة وأوروبا بأسرها، مع بعض الاستثناءات النادرة، تدعم دعما مطلقا استقلال كوسوفو"، معتبرا أن هذا الدعم وراءه "سبب منطقي، فنحن لم ننس التاريخ".