واشنطن (رويترز) - كثيرا ما حدث سجال بين الرئيس الامريكي الديمقراطي باراك أوباما والزعيم الجمهوري جون بينر خلال الحملة الانتخابية لكنهما يجدان نفسهما الان مضطرين لتعايش سياسي غير مريح. أسفرت انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني عن سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب ووجود أقوى في مجلس الشيوخ مما مهد الساحة لتسوية سياسية محتملة لمواجهة متاعب الاقتصاد الامريكي. لكن هذه المسألة ليست مؤكدة بأي حال في الوقت الذي ما زال فيه أوباما والجمهوريون مختلفين على قضايا مثل الضرائب والانفاق الحكومي وخفض العجز الذي بلغ 1.3 تريليون دولار. وخيمت أجواء غير واضحة المعالم على العلاقة بين الحزبين بعد أن تأجل اجتماع في البيت الابيض كان مقررا يوم الخميس بين أوباما وزعماء الكونجرس منهم بينر حتى 30 نوفمبر تشرين الثاني تحت اصرار من الجمهوريين. وقال ستيف المندورف خبير الاستراتيجيات الديمقراطي ان بمجرد أن يبدأ أوباما وبينر المحادثات ستكون هناك بعض القضايا التي يمكن أن يتعاونا فيها مثل التجارة والتعليم وبعض المجالات التي سيصعب احراز تقدم فيها. وأضاف "عليهما على الارجح ان يمضيا بعض الوقت" في التعارف وتكوين ثقة متبادلة. ولا توجد سمات مشتركة تذكر بين أوباما وبينر الذي انتخب يوم الاربعاء رئيسا لمجلس النواب اعتبارا من يناير كانون الثاني القادم بخلاف حب رياضة الجولف. وينحدر أوباما من أسرة من الطبقة المتوسطة وربته أمه وجداه في هاواي وقضى فترة من حياته في اندونيسيا. وهو حاصل على شهادات من جامعتي هارفارد وكولومبيا وكان استاذا للقانون الدستوري في شيكاجو قبل ان يدخل المعترك السياسي. وعلى النقيض من ذلك نشأ بينر في بلدة صغيرة بولاية أوهايو وكان بين 12 من الاخوة وعمل في مهن مختلفة وأصبح رجل أعمال صغيرا في نهاية الامر. وحدث الكثير من السجال الكلامي بين الاثنين خلال الحملة الانتخابية. على سبيل المثال كان بينر كثيرا ما يسأل الرئيس "سيدي الرئيس.. أين فرص العمل؟" في المقابل خص أوباما بينر بالانتقاد فيما يتعلق بالاقتصاد قائلا انه يدعو الى "الفلسفة ذاتها التي أدت لهذه الفوضى في المقام الاول." راجع أوباما نفسه بعد المكاسب التي حققها الحزب الجمهوري في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني وهي نتيجة ستصعب الموافقة على خططه الطموحة في الوقت الذي يتطلع فيه لحملة الانتخابات الرئاسية لعام 2012 . وتوقع لاري ساباتو أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا حالة من التأزم السياسي قائلا "لن يتفقا كثيرا." وتنتظر واشنطن لتعرف ما اذا كان بمقدور أوباما وبينر تنمية هذا النوع من العلاقة العملية التي كانت قائمة بين الرئيس الجمهوري الاسبق رونالد ريجان ورئيس مجلس النواب الديمقراطي توماس أونيل في الثمانينات وهما اللذان جاءا من جانبين مختلفين من الساحة السياسية لكن توصلا الى حلول وسط لبعض القضايا. ويعتقد مسؤولو البيت الابيض أنه اذا أتيحت فرصة للتوصل الى موقف مشترك فسيكون هذا انطلاقا من توصيف الرجلين بأنهما سياسيان يتسمان بالعملية. لكن ما لم يتضح من وجهة نظر البيت الابيض هو ما اذا كان بينر سيتمكن من التصدي للاطراف المعارضة لاي حلول وسطى وأبرزها حزب الشاي. وقال سكوت ريد خبير الاستراتيجيات الجمهوري عن بينر الذي يصغي الى الاعضاء "سوف ترون زعيما منضبطا للغاية". وتوقع أن يتجنب بينر نوع الاخطاء التي ارتكبت عام 1995 عندما تسبب نيوت جينجريتش الرئيس الجمهوري لمجلس النواب في ذلك الوقت في حدوث شلل بالحكومة في معركة حول الانفاق مع الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون. وقال ريد "تعلم الكثير من الدروس حول كيفية عدم القيام بأفعال بعينها."