واشنطن (رويترز) - تحول الانطلاق السريع المتوقع لميت رومني نحو الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية الى جهد طويل وشاق يوم السبت حيث يغادر ساوث كارولاينا كمرشح خاسر وضعيف على نحو مفاجئ. لكن بعيدا عن حملة (استعيدوا بلدنا) التي تمكن عن طريقها نيوت جينجريتش من الهاب حماس الناخبين المحافظين في ساوث كارولاينا التي تسمى ايضا (بالميتو ستيت) فلا يزال لرومني مزايا مهمة يتفوق بها على جينجريتش مع اتجاه السباق الى فلوريدا وما وراءها.
وكان الاسبوع الماضي في ساوث كارولاينا هو الاسوأ بالنسبة لرومني.. ففي مناظرتين تلعثم المسؤول التنفيذي بشركة للاستثمار المباشر يبلغ حجم محفظتها المالية 270 مليون دولار في الاجابة على اسئلة عن الموعد الذي سيكشف فيه عن الاقرار الضريبي واعترف بأن النسبة المئوية من الدخل التي يدفعها للضرائب اقل كثيرا عن اغلب الامريكيين الذين يتقاضون اجورا وبشكل عام سمح لجينجريتش بتصويره على انه نخبوي منبت الصلة بالجماهير.
وعلى الجانب الاخر غطى الاداء القوي في المناظرتين التلفزيونيتين امام الجماهير المحافظة على قائمة طويلة من هفوات جينجريتش فيما تشير استطلاعات الرأي الى انها تجعل كثيرا من الامريكيين لا يصوتون له ومنها خداع زوجتيه السابقتين وخضوعه لتحقيق تأديبي عندما كان رئيسا لمجلس النواب وميله لان يقول امورا يعتبرها البعض ذات حساسية عنصرية ولا يعتذر عنها.
وبفوز جيجريتش الساحق في ساوث كارولاينا في وقت متأخر من مساء يوم السبت اصبح من الواضح ان السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري يتصدره مرشحان تشينهما عيوب.
من الواضح ايضا ان رومني وهو حاكم سابق لماساتشوستس اوفر حظا من جينجريتش للسير في الطريق الوعر المتبقي من السباق لتحديد المرشح الجمهوري الذي سينافس الرئيس الديمقراطي باراك اوباما في انتخابات السادس من نوفمبر تشرين الثاني.
ومع اتجاه حملة الانتخابات التمهيدية الى فلوريدا وهي ولاية كبيرة ذات تنوع سكاني حيث تكلفة الحملات الانتخابية باهظة بصورة كبيرة سيكون لدى رومني فرص اكبر لاستعراض عضلاته المالية والتنظيمية على جينجريتش وسناتور بنسلفانيا السابق ريك سانتوروم الذي حصل على المركز الثالث في ساوث كارولاينا.
ومن غير المتوقع ان تصدر الحملات تقارير عن حجم الانفاق قبل نهاية الشهر. لكن جرى ابلاغ مسؤولي الانتخابات الاتحاديين ببعض الاموال التي انفقتها لجان العمل السياسي التي تدعم الحملات وهو ما يظهر ان اللجنة التي تدعم رومني انفقت ملايين الدولارات في فلوريدا منذ منتصف ديسمبر كانون الاول اي ما يزيد بكثير عن اي لجنة اخرى.
وقال رون بوجين المكلف بوضع الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري "يبدو الامر الان ان رومني يخطط لحملة طويلة وصعبة. رومني لديه الاموال والتنظيم في ولايات لم يفكر مرشحون اخرون حتى في الذهاب اليها."
وبالنسبة لجينجريتش سيكون التحدي القادم هو تحويل القوة الدافعة التي حصل عليها في ساوث كارولاينا الى منظمة يمكنها جمع الاموال وحشد الدعم لما بعد الولايات الاولى.
ففي الاسبوع الاول من فبراير شباط تجري خمس ولايات اخرى وهي نيفادا ومين وكولورادو ومينيسوتا وميزوري منافسات للترشيح. وتجري اريزونا وميشيجان منافسات في اواخر الشهر الجاري.
ويقوم رومني بترتيبات في هذه الولايات منذ اشهر بينما تأخر جينجريتش كثيرا في فعل ذلك.
وخلافا للقدرة التنظيمية يتمتع رومني بميزات اخرى في منافسات فبراير شباط. فعندما كان مرشحا رئاسيا في 2008 فاز بسهولة في نيفادا وحصل على اكثر من 50 في المئة من الاصوات. ونشأ في ميشيجان حيث كان والده جورج حاكما للولاية ورئيسا تنفيذيا لاحدى الشركات.
وتشكل اربع ولايات وهي نيفادا ومين وكولورادو ومينيسوتا تكتلا سياسيا حيث يمكن ان تكون منظمات حملة (اخرجوا للتصويت) حاسمة.
وقال سول انوزيس الرئيس السابق للحزب الجمهوري بميشيجان "القوة الدافعة والاثارة هي المسيطرة حتى الان.
"اكبر تحد بالنسبة لجينجريتش هو سجله لكنه يواجه ايضا تحديا تنظيميا خاصة وانه لم ينظم حملة وطنية."
ومع اعلانه فوزه يوم السبت سلم جينجريتش بالكثير.
وقال لانصاره "احتاج لمساعدتكم للوصول الى الناس في فلوريدا. ليس لدينا حجم المال الذي يمتلكه مرشح واحد على الاقل. لكن لدينا الافكار ولدينا الناس واثبتنا هنا في ساوث كارولاينا ان قوة الناس الذين لديهم افكار صحيحة تهزم الاموال الضخمة. وبمساعدتكم سنثبت ذلك مرة اخرى في فلوريدا."
وهناك مناظرتان في فلوريدا الاسبوع الحالي وهو ما قد يمثل انباء سارة لجينجريتش اذا استطاع مواصلة ادائه القوي في مثل هذه المناظرات.
وسيتعرض رومني لضغط هائل للظهور بمظهر جيد في المناظرتين والا فسيواجه ضغوطا شديدة.
ولمح رومني يوم الاحد الى انه سيتخذ نهجا اكثر قوة ضد جينجريتش وسيذكر الناخبين بالسجل المشوش لرئيس مجلس النواب السابق.
وفي ساوث كارولاينا اثار رومني انتهاكات جينجريتش الاخلاقية عندما كان رئيسا لمجلس النواب.
وقال رومني بعد اعلان النتائج في ساوث كارولاينا مقارنا جينجريتش بأوباما "لا يمكن ان يقود حزبنا الى الفوز شخص لم يدر شركة ولا ولاية."
ويتقدم رومني على جينجريتش في استطلاعات الرأس بفلوريدا بأكثر من عشر نقاط مئوية لكن جينجريتش اظهر في ساوث كارولاينا ان يمكنه التغلب على تقدم من هذا الحجم خلال اسبوع.
وحقق جينجريتش الفوز على رومني في ساوث كارولاينا بمهاجمة عمله في باين كابيتال وهي شركة للاستثمار المباشر وتساءل عن رفضه الاعلان عن اقراره الضريبي.
ومن غير الواضح ما اذا كانت هذه القضايا سيكون لها دور في فلوريدا.
وقال ريتش جالين وهو واضع استراتيجيات جمهوري ومساعد سابق لجينجريتش "نيوت قضى كسياسي واحدا من افضل الاسابيع التي رأيتها على الاطلاق ورومني قضى اسوأها. لكن كم مرة يمكنك القول 'متى ستعلن عن اقرارك الضريبي..' جرى توجيه هذا السؤال وتم الرد عليه."