اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن استعداده للتفاوض حول ملف بلاده النووي لكنه رفض اي ضغوط وذلك قبل لقائه الخميس في باكو مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الذي وافقت بلاده على تشديد العقوبات بحق ايران في الاممالمتحدة. وقال الرئيس الايراني الخميس على هامش قمة اقليمية في العاصمة الاذربيجانية "ما زلنا مستعدين للتفاوض". واضاف ان الدول الغربية "تظن انها ستتوصل الى نتيجة من خلال ممارسة ضغوط على ايران لكن هذا لن يحصل. انها تامل في ان حصارا على ايران سيغير الشعب الايراني. لكن العقوبات لن تؤثر على الشعب الايراني". واتفقت ايران والدول الكبرى ضمن مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا اضافة الى المانيا) على استئناف المفاوضات حول ملف ايران النووي في الخامس من كانون الاول/ديسمبر بعدما علقت في تشرين الاول/اكتوبر 2009. لكن لم يتم تحديد زمان ولا مكان اللقاء ولا جدول اعماله. وسيكون هذا الموضوع في صلب المباحثات التي سيجريها عصر الخميس احمدي نجاد مع الرئيس الروسي الذي خرجت بلاده عن تعاطفها النسبي مع طهران بموافقتها على العقوبات التي اصدرها مجلس الامن الدولي في حزيران/يونيو. وسيكون اللقاء هو الاول بين الرئيسين منذ رفض روسيا تسليم ايران نظاما حديثا من صواريخ اس-300 المضادة للطائرات اشترتها ايران ما اثار جدلا بين البلدين. وصرح مصدر في الوفد الروسي للصحافيين "نحن في حاجة الى مفاوضات ومناقشات ومحاولة الاقناع". وقد الغى مدفيديف في ايلول/سبتمبر صفقة بيع صواريخ اس-300 متذرعا بالعقوبات التي ينص عليها قرار مجلس الامن الدولي الذي ادان في التاسع من حزيران/يونيو للمرة السادسة في اربع سنوات، البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وتمنع العقوبات تسليم طهران بعض العتاد العسكري لكن القادة الايرانيين اعتبروا ذلك القرار خضوعا من روسيا الى الولاياتالمتحدة. وقد احتجت اوروبا والولاياتالمتحدة واسرائيل عل صفقة صواريخ اس-300 لان هذا النظام الحديث الذي يشبه نظام باتريوت الاميركي يمكن يتيح لطهران الدفاع بفعالية عن منشآتها النووية في حال تعرضها الى غارات جوية. ويرى خبراء ان امتناع روسيا عن تسليم الصواريخ ما هو سوى مؤشر يعكس ابتعاد موسكو عن طهران. وقد دعمت موسكو سلسلة من القرارات في الاممالمتحدة نصت على عقوبات عل ايران واقر مدفيديف الصيف الماضي انها "تكاد تملك قدرات" لصنع قنبلة نووية مخالفا ما تعود عليه الكرملين من تحفظ في هذا الملف. ويرى محللون ان روسيا غضبت بشدة من رفض ايران العام الماضي خطة اعدتها الدول الكبرى تنص على ارسال اليورانيوم المخصب الايراني الى روسيا ثم فرنسا لتحويله الى وقود لمفاعل الابحاث الطبية. وقد يلقي اجتماع مدفيديف باحمدي نجاد بظلاله على القمة الثالثة للدول المطلة على بحر قزوين ومن بينها اذربيجان وكازخستان وتركمانستان، وهما بلدان من آسيا الوسطى. ولا يتوقع تحقيق تقدم كبير خلال المفاوضات بين ممثلي الدول الخمس التي لم تتوصل الى التوافق حول تقاسم الموارد الكبيرة للبحر المغلق.