جلال أباد (افغانستان) (رويترز) - هاجم مقاتلون من حركة طالبان قاعدة عسكرية أجنبية في المطار الرئيسي بشرق أفغانستان يوم السبت في واحد من أربع حوادث في الساعات الأربع والعشرين الماضية مثلت تصاعدا مفاجئا في أعمال العنف. وشن المتشددون هجمات في جلال اباد وكونار في الشرق وبلدة قندوز الشمالية بعد هجوم في العاصمة كابول يوم الجمعة مما يظهر على ما يبدو انهم ما زالوا يتمتعون بالقوة رغم ان القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي (ايساف) تقول انها حققت مكاسب. وستبعث الهجمات برسالة لزعماء حلف الاطلسي الذين سيجتمعون هذا الاسبوع في قمة في لشبونة بأن حركة طالبان لا تزال عدوا صعب المراس. ويتعرض زعماء حلف الاطلسي الاوروبيون لضغوط متزايدة في بلدانهم بسبب تراجع التأييد للحرب الدائرة منذ فترة طويلة. ويوافق يوم السبت ذكرى مرور تسع سنوات على سقوط نظام طالبان في كابول على يد قوات أفغانية مدعومة من الولاياتالمتحدة بسبب توفير طالبان المأوى لتنظيم القاعدة قبل هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة ولرفض طالبان تسليم زعماء القاعدة. ومن المقرر ان يجري الرئيس الامريكي باراك اوباما مراجعة لاستراتيجيته المتعلقة بالحرب في أفغانستان الشهر المقبل. ويتحدث قادته عن تحقيق نجاحات في الآونة الأخيرة كما لا يزال أوباما ملتزما بانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية بدءا من يوليو تموز 2011 لكن العنف المتزايد من شأنه أن يزيد بواعث قلق الديمقراطيين بعد هزيمتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الاسبوع الماضي. وتأتي الهجمات في وقت يتزايد فيه قبول الدول الاعضاء في حلف الاطلسي لتسوية من خلال التفاوض رغم ان محادثات السلام تسير على نحو حذر للغاية. ويقول محللون ان طالبان أثبتت في الماضي أنها قادرة على شن هجمات بالتزامن مع أحداث كبيرة في أماكن أخرى من العالم وان قفزة كبيرة في تلك الهجمات لن تكون مفاجأة. وربما تتطلع طالبان في الوقت نفسه الى طرح نفسها مرة أخرى كقوة حاكمة شرعية بعد صمودها أمام استراتيجية الغرب العسكرية في السنوات التسع الماضية. وقال غلام جيلاني زواك مدير المركز التحليلي والاستشاري الافغاني "من ناحية سترغب طالبان في إظهار أن الولاياتالمتحدة لم تستطع هزيمتها عسكريا في السنوات التسع الماضية .. ومن ناحية أخرى سترغب أيضا في تقديم نفسها كقوة سياسية يمكن قبولها." وبلغ العنف أعلى مستوياته في أفغانستان منذ الاطاحة بطالبان في عام 2001 اذ بلغت الخسائر البشرية في صفوف العسكريين والمدنيين مستويات قياسية رغم وجود 150 ألف جندي أجنبي. وفي جلال اباد بالقرب من باكستان هاجم ثمانية متمردين على الاقل بينهم مفجران انتحاريان قاعدة عسكرية متقدمة تديرها قوة المعاونة الامنية الدولية التي تتقاسم المطار الرئيسي الواقع في المدينة القريبة من الحدود مع باكستان. وقال شاهد من رويترز ان الدخان شوهد يتصاعد من المنطقة كما سمع دوي انفجارات واطلاق نار. وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المكان خلال الهجوم وشوهدت جثتا مفجر انتحاري واحد على الاقل ومهاجم اخر قرب المطار. وقال متحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي "قتلنا ستة مسلحين بينهم اثنان كانا يرتديان حزامين ناسفين. وقالت قوات التحالف ان قواتها وقوات افغانية ردت بعدما تعرضت لنيران اسلحة صغيرة وأضافت انه لم يسقط قتلى في صفوف القوات الافغانية أو قوات ايساف. وقال شاهد من رويترز ان جثث ثلاثة مقاتلين يرتدون زي الجيش الافغاني ويحملون قذائف صاروخية واسلحة صغيرة ومدفعا رشاشا كانت ممددة على الارض قرب القاعدة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان بالهاتف من مكان مجهول ان 14 مفجرا انتحاريا شاركوا في الهجمات وأن نحو 30 جنديا أجنبيا قتلوا. وعادة ما تبالغ طالبان في تفاصيل الهجمات وتقلل من حجم خسائرها. وفي 30 أكتوبر تشرين الاول هاجمت طالبان قاعدة صغيرة في اقليم بكتيكا المجاور. وقالت قوة المعاونة الامنية الدولية ان 40 مسلحا على الاقل قتلوا بينما قال مسؤولون أفغان ان العدد يصل الى 80. والى الشمال من اقليم ننكرهار وعاصمته جلال اباد خاض مسلحون من طالبان معركة مع قوات أفغانية وجنود من قوة المعاونة الامنية الدولية في اقليم كونار لعدة ساعات. وقالت قوة المعاونة الامنية ان ثلاثة من مقاتلي طالبان قتلوا. وقالت وزارة الداخلية ومسؤول اقليمي ان قنبلة مخبأة في دراجة نارية انفجرت وقتلت عشرة مدنيين وأصابت 18 اخرين في اقليم قندوز بشمال البلاد الذي انطلقت منه هجمات في الشمال خلال العام الماضي. وقالت قوة المعاونة الامنية الدولية في بيان ان ثلاثة من جنودها لاقوا حتفهم بعد هجوم للمتمردين يوم السبت في جنوبأفغانستان. ولم تذكر اية تفاصيل. وانفجرت سيارة ملغومة يقودها انتحاري في قافلة تضم قوات أفغانية وجنود من قوة المعاونة الامنية الدولية يوم الجمعة في اطراف العاصمة كابول مما اسفر عن اصابة جنديين في اول هجوم في العاصمة منذ ثلاثة شهور.