قال المهندس خالد بشارة الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة أوراسكوم تليكوم القابضة (ORTE) أن أوراسكوم تفضل التوصل إلى حل سلمى للمشكلات التي تعانى منها وحدة أوراسكوم تليكوم العاملة في الجزائر جيزى وان اللجوء للتحكيم الدولي هو الخيار الأخير للمجموعة . وأكد بشارة فى حديث لقناة العربية أن نجاح صفقة الإندماج بين أوراسكوم تليكوم ومجموعة فيمبلكوم الروسية ليس له علاقة بمشكلات أوراسكوم فى الجزائر وأكد انه طبقا لما قاله الكسندر ايزوسيموف الرئيس التنفيذى لفيمبلكوم خلال مؤتمر هاتفي للمستثمرين عقب انعقاد الصفقة أن الصفقة ليس متوقفة على جيزى وقال بشارة انه سواء تم حل مشكلة جيزى أو تحولت إلى قضية فالصفقة مستمرة لأن قيمة جيزى في الصفقة لا تتعدى من 7 – 10 % من حجم الصفقة . أما عن العوائق التي تواجه الصفقة التي تبلغ قيمتها 6.6 مليار دولار فقال بشارة انه حتى إنهاء الصفقة في فبراير القادم فهناك شقان من العمل يجريان شق متعلق بالإدارة وشق متعلق باتفاقيات المساهمين ، وأضاف ان الإدارة تعمل على تنفيذ الصفقة والتمويل وبحث المديونيات وتسويتها والحصول على الموافقات الرقابية وفى الجزء الخاص بالإدارة فالصفقة تمضى وفقا للخطة الموضوعة وخاصة فيما يتعلق بالتمويل حيث يمضى الأمر بخطى ثابتة بل وبأفضل من المتوقع . اما فيما يخص اتفاق المساهمين في كل من فيمبلكوم وويذر فقال بشارة أن تلينور النرويجية احد المساهمين الرئيسيين في فيمبلكوم ( تمتلك 36 في المئة من فيمبلكوم ) أعلنت سابقا عدة تحفظات على الصفقة كما أعلن المهندس نجيب ساويرس عدة تحفظات و لكن الصفقة تمضى في طريقها الموضوع وفيما يتعلق بالجزء الذي تعمل عليه الإدارة فهو يمضى في طريقة أما في الجزء المتعلق باتفاقيات المساهمين فقال بشارة إنه ليس على علاقة به . و فيما يخص التقرير الذي نقلته وكالة رويترز حول قيام المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تليكوم بإرسال خطاب الى الحكومة الجزائرية قال فيه أن شركته قد تلجأ إلى التحكيم الدولي لفض نزاع مع الجزائر يعطل صفقة أوراسكوم لبيع بعض أصولها إلى مجموعة الاتصالات الروسية فيمبلكوم فأبدى خالد بشارة دهشته من كيفية تسرب هذا الخطاب. وأضاف بشارة ان الخطاب كان واضحا فهو يؤكد وجدود معوقات تعوق عمل جيزى في الجزائر منها المنع من تحويل أموال خارج الجزائر إلى الموردين الخاصين بالشركة كما لا تستطيع جيزى شراء قطع الغيار اللازمة لعملياتها وكذلك فهي غير قادرة على شراء شرائح الهاتف المحمول وأشار بشارة إلى أن هذا المنع يشكل خطرا كبير على الشركة و يهدد وضع الاتصالات في الجزائر ككل و أكد انه تم إعلام وزير الاتصالات الجزائري ومرفق الإتصالات فى الجزائر بهذه المشاكل وقد ضمنها المهندس نجيب ساويرس فى رسالته لرئيس الوزراء الجزائري. وأكد بشارة أن الأولوية لدي أوراسكوم تكمن في التوصل لحل سلمى ولكن في حالة ما إذا لم يكن باستطاعة أوراسكوم التوصل لحل سلمى وبالتالي إذا لم تعد قادرة على إدارة الشركة فإن دورها كإدارة يلزمها بحماية حقوق المساهمين وعدم تعريضها للخطر وبالتالي فان اللجوء الى التحكيم الدولى سيكون أخر الحلول لكنه أكد فى الوقت ذاته ان اوراسكوم مازالت تأمل في الوصول إلى حل عادل يرضى جميع الأطراف وأن تقوم الحكومة الجزائرية بشراء جيزى بقيمة عادلة. وأكد بشارة أن تقارير الإعلام الجزائري تشير إلى صعوبة التوصل الى حل لهذا النزاع كما أوضح أن اوراسكوم طلبت الاجتماع مع الحكومة الجزائرية منذ فشل صفقة أوراسكوم مع مجموعة إم تى إن الجنوب إفريقية خلال أبريل الماضي ولم تحظ أوراسكوم حتى الآن باجتماع واحد. وقال بشارة ان الشواهد كلها تؤكد انه لا يوجد أمل فى التوصل الى حل سلمى مع الحكومة الجزائرية و لكن التوصل لهذا الحل هو ما زالت تأمله أوراسكوم وخاصة أن أوراسكوم عملت فى الجزائر لمدة طويلة وحققت الكثير من النجاحات وأنها تتمنى فى حالة اضطرارها للخروج من الجزائر الخروج بشكل طيب ولكن حسب قول بشارة "فان التحكيم للأسف سيعد الحل الخير و نتمنى ألا نلجأ إليه و لكن في حاله الاضطرار سيتم اللجوء إليه ". وحول تأثر إيرادات أوراسكوم بمشكلة جيزى فأكد بشارة أن كل عمليات أوراسكوم على مستوى العالم شهدت ارتفاعا في الإيرادات خلال الربع الثالث من 2010 ، فأوراسكوم أثبتت نجاح في كل الدول التي تعمل فيها ففي باكستان ارتفعت إيراداتها خلال الربع الثالث بواقع 5 % وكذلك فى تونس بواقع 5 % بينما ارتفعت فى بنجلاديش 30 % كما ارتفعت فى تليسيل جلوب بواقع 30 % وشهدت إيرادات كوريا الشمالية ارتفاعا بواقع 125 % وكذلك نمت الإيرادات فى كندا . وقال بشارة ان أوراسكوم تليكوم أثبتت نجاحها ولكن الجزائر هي الوحيدة التي حققت تراجعا في إيراداتها بواقع 9 % خلال الربع الثالث من 2010 مقارنه بالربع الثالث من 2009 وهذا راجع بالأساس إلى الضغوط التي تعانى منها الشركة في الجزائر . وحول توقعات الربع الرابع من 2010 أكد بشارة ان النمو متواصل في كل الشركات التابعة لأوراسكوم ف فهناك نمو في عدد المشتركين والإيرادات و بالتالي الأرباح وهناك تركيز على التكلفة وأشار ايضا الى ان هناك بعض الصعوبات التى تعانى منها الشركة فى عملياتها في باكستان وخاصة مع مشكلة الفيضانات التي أثرت على الاقتصاد الباكستاني والناتج القومي المحلى ولكن مع ذلك فما زالت هناك نظرة تفاؤلية تجاه نتائج أعمال الربع الرابع.