أظهر استطلاع للرأي يوم الاحد ان أغلبية الهولنديين يعارضون إرسال بلادهم بعثة عسكرية الى أفغانستان وهو ما يوضح حساسية القضية في وقت تدرس فيه الحكومة الهولندية الجديدة إرسال بعثة أخرى الى هناك. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت يوم الجمعة انه يريد إرسال بعثة تدريب جديدة الى أفغانستان وذلك بعد شهور فقط من انهيار الحكومة السابقة بسبب إرسالها قوات الى هناك وسحبها لهذه القوات فيما بعد. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز أبحاث موريس دي هوند يوم الاحد أن إرسال بعثة جديدة يمكن أن يشكل "عقبة انتخابية" حيث عارض 57 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع إرسال قوات الى أفغانستان في مقابل موافقة 34 بالمئة. ووجد الاستطلاع أن أغلبية الناخبين في الحزب الديمقراطي المسيحي المنتمي لتيار الوسط --الذي يحكم البلاد بالتحالف مع حزب الاحرار-- يدعمون إرسال بعثة جديدة اذ أيد 61 بالمئة مثل هذا القرار في مقابل معارضة 26 بالمئة. ولكن حزب الاحرار ذي النزعة اليمينية الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء روت منقسم بشدة بشأن الأمر حيث أيد البعثة 44 بالمئة من ناخبيه مقابل معارضة 46 بالمئة. وكثيرا ما عارض حزب الحرية بزعامة النائب البرلماني المناهض للاسلام خيرت فيلدرز - الذي يمثل دعمه أهمية كبيرة للائتلاف الحاكم- ارسال بعثة الى افغانستان وأظهر الاستطلاع ان 78 بالمئة من ناخبيه لن يدعموا ارسال قوات جديدة الى هناك. وكان توجه الناخبين المنتمين الى الاحزاب الموالية لتيار اليسار في هولندا أيضا معارضا بشدة لارسال بعثة جديدة. وانهارت الحكومة السابقة في فبراير شباط بعد ان فشلت في الاتفاق بشأن تمديد بقاء بعثتها التي أرسلت الى أفغانستان قبل اربع سنوات وسحبت هولندا قواتها البالغ قوامها 2000 جندي في اغسطس اب وهي خطوة قال بعض المحللين انها نالت من مكانتها الدولية. وقال روت يوم الجمعة انه يجري محادثات مع احزاب معارضة في البرلمان لنيل تأييدها من أجل إرسال بعثة لتدريب قوات أفغانية من الشرطة أو الجيش.