أجرت ميانمار يوم الاحد وسط اجراءات امن مشددة اول انتخابات تشهدها منذ 20 عاما وهي انتخابات أعدت بحيث تضمن تحقيق الاحزاب التي يدعمهما الجيش فوزا سهلا ولكنها تعطي لمحة من الحياة السياسة البرلمانية لواحدة من أكثر دول اسيا معاناة من القمع. وبعد ساعات من اغلاق مراكز الاقتراع لم يرد ذكر للانتخابات في وسائل الاعلام الحكومية كما لم يتم الاعلان عن الفائزين او نسبة الاقبال الرسمية. وقد لا تعلن النتائج قبل يوم. لكن حزبين مدعومين من الجيش يخوضان الانتخابات بلا منافسة فعلية سيهيمنان دون شك على الانتخابات التي أديرت بعناية لتشكل نهاية نصف قرن من الحكم المباشر للجيش. وكان الاقبال على الانتخابات ضعيفا كما شابتها مزاعم بالتزوير. وعبر كثيرون ممن امتنعوا عن الادلاء بأصواتهم عن تشككهم في امكانية تغيير الوضع الراهن الاستبدادي في انتخابات وصفها الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير الخارجية البريطاني وليام هيج في تصريحين منفصلين بأنها معيبة وليست حرة ولا نزيهة. وتكدس بعض سكان يانجون في المعابد بدلا من التصويت. وفي هاكا عاصمة ولاية تشين المتاخمة للهند وبنجلادش قال شهود ان أعدادا كبيرة من الناس فضلت الذهاب الكنائس على التوجه الى لصناديق الاقتراع. وقال مسؤول في أحد مراكز الاقتراع بيانجون قبل اغلاق المراكز "يغالبنا النعاس." ولن تؤدي الانتخابات الى انهاء العقوبات الغربية ولكنها قد تحد من عزلة ميانمار في اسيا في وقت زادت فيه الصين المجاورة بشكل كبير استثماراتها في الغاز الطبيعي والموارد الاخرى في تلك المستعمرة البريطانية السابقة والتي تعرف ايضا باسم بورما. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما أمام طلبة في مومباي العاصمة التجارية للهند "هناك انتخابات تجرى الان في بورما لن تكون حرة ولا نزيهة بناء على كل تقرير نراه." وهذه اول انتخابات منذ عام 1990 حين هزم حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية بزعامة اونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل الحزب المدعوم من الجيش هزيمة منكرة. وكان المجلس العسكري الحاكم قد تجاهل تلك النتيجة. وحثت سو كي التي احتجزت 15 عاما خلال السنوات الاحدى والعشرين المنصرمة على مقاطعة الانتخابات قائلة انها "لن تحلم" بأن تشارك. وقد تسلط عليها الاضواء هذا الاسبوع قبيل انتهاء مدة وضعها قيد الاقامة الجبرية يوم السبت 13 نوفمبر تشرين الثاني.