فازت زعيمة المعارضة ورمز الديمقراطية في ميانمار أونج سان سو تشي بمقعد في البرلمان الأحد بعد خوض الانتخابات التكميلية التي تتجه نحو فوز واضح لحزب سو تشي "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية". وأظهر فرز الأصوات العلني الرسمي الذي أعلن نتائجه حزب سوتشي في مقره في يانجون، فوز زعيمة المعارضة في 112 مركزا انتخابيا من بين 129 مركزا في مدينة كوهمو.
واظهر أنصار الحزب فرحتهم أمام مقره ورددوا "الأم سو، الأم سو"، ولم تعلن السلطات رسميا فوز سو تشي، وهو ما يمكن أن يستغرق أسبوعا.
وأظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات فوز الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بأكثر من 30 من إجمالي 45 مقعدا يجري التنافس عليها في الانتخابات التكميلية، وذلك بعد تأجيل الاقتراع في ثلاث دوائر انتخابية في ولاية كاتشين بسبب مخاوف أمنية.
وكان من المفترض في الأصل المنافسة على 48 مقعدا ظلت شاغرة عندما جاءت الحكومة المدعومة من الجيش إلى السلطة قبل عام، وكان هناك ما يقرب من 6.8 مليون ناخب مسجل يحق لهم الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد.
والانتخابات هي الأولى التي تشارك فيها سو تشي /66 عاما/ الحائزة على جائزة نوبل للسلام بعد أن كانت قيد الإقامة الجبرية في ميانمار خلال الانتخابات العامة الماضية التي أجريت في عامي 1990 و2010 .
وخاضت سو تشي الانتخابات على مقعد شاغر في بلدة كوهمو (30 كيلومترا جنوب يانجون)، حيث جرى تسجيلها كمقيمة بصفة غير دائمة رغم أن إقامتها الحقيقية في يانجون.
وكانت هناك تقارير عن "مخالفات" خلال الحملة الانتخابية، مثل تسجيل أسماء أشخاص متوفين في قوائم الناخبين، ولكن لم تقع أعمال عنف تذكر.
وقال مواطن يدعى هان مين هتيد وهو يدلى بصوته في بلدة مينيانجونج في يانجون "أنا سعيد للغاية للإدلاء بصوتي هذه المرة.. هذه الانتخابات أكثر حرية من انتخابات عام 2010".
ويذكر أن حزب اتحاد التضامن والتنمية الذي يتزعمه رئيس ميانمار ثين سين، الجنرال السابق بالجيش، هو المنافس الرئيس لحزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية في الانتخابات التكميلية.
ويحسب للحكومة أنها دعت مئات من الصحفيين وعشرات المراقبين المستقلين لمراقبة الاقتراع رغم أن هذا حدث بشكل متأخر، ووصل أغلب هؤلاء المدعوين إلى ميانمار يوم الخميس الماضي.
وقال ساسا ياما تاكويا، وهو مسئول من وزارة الشئون الخارجية اليابانية أشرف على الاقتراع في كاوهمو "من السابق لأوانه أن نحكم ما إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة.. ينبغي أن ننتظر حتى النهاية عندما نعرف النتائج".
وقد بدأ ثين سين حوارا مع سو تشي في آب/ أغسطس الماضي، الأمر الذي مهد الطريق لها للانضمام إلى المعترك السياسي حال فوزها بمقعد في البرلمان، وهو أمر مرجح للغاية نظرا لشعبيتها الجارفة بين أبناء الشعب .
وحتى إذا فاز مرشحو حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بجميع المقاعد التي يتنافسون عليها في انتخابات اليوم الأحد فإن ذلك سيمنحهم حصة صغيرة في المجالس الثلاثة التي يتألف منها البرلمان البالغ مجموع عدد أعضائه 1160 عضوا.
ويعتبر إجراء الانتخابات التكميلية اختبارا بالنسبة للانتخابات العامة المقبلة في عام 2015.
وقالت سو تشي في مؤتمر صحفي يوم الجمعة "أعتقد أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة، لأن نتيجة هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا على ما سيحدث في عام 2015".