اكدت الولاياتالمتحدة الجمعة دعمها للمحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، منددة ب"ترهيب" حزب الله الذي دعا الى مقاطعة محققيها. ودعا الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الخميس اللبنانيين الى "مقاطعة" محققي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. واكد ان "كل تعاون مع المحققين الدوليين مساعدة لهم في الاعتداء على المقاومة" التي يمثلها حزب الله. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي للصحافيين ان "تعليقات نصرالله تدل على ان حزب الله لا يهتم بمصالح الشعب اللبناني". واضاف "سنبذل ما في وسعنا لمساعدة الحكومة والشعب اللبنانيين على مقاومة هذا الترهيب الاكيد". وفي اول موقف علني له منذ حديث نصر الله اكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مساء الجمعة ان لبنان "لن يقع في الفتنة والرأي الواحد"، متجنبا الرد على دعوة الامين العام لحزب الله. وقال الحريري في الجامعة الاميركية في بيروت "لبنان لن يقع، لن يقع في الفتنة، ولن يقع في انعدام الحوار، ولن يقع في الرأي الواحد". واضاف في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منها "لبنان لن يقع في الخروج عن هويته الديموقراطية والعربية والحرة، مكانا للعيش المشترك وللمناصفة التامة بين المسيحيين والمسلمين". وشدد على ان "هذا النموذج نحن مسؤولون عن حمايته وعن استقراره ولن تسمعوا منا كلمة واحدة، ولن تشهدوا منا خطوة واحدة، في عكس هذا الاتجاه". وجاء كلام سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت العام 2005 في تفجير شاحنة مفخخة، غداة دعوة الامين العام لحزب الله اللبنانيين الى مقاطعة محققي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في الاغتيال. واكد نصر الله ان "كل تعاون مع المحققين الدوليين مساعدة لهم في الاعتداء على المقاومة" التي يمثلها حزب الله. ويخشى حزب الله توجيه الاتهام اليه في القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الدولية على خلفية تقارير صدرت في صحيفتي "در شبيغل" الالمانية و"لو فيغارو" الفرنسية في 2009 تتحدث عن توجه الى اتهام عناصر في الحزب بتنفيذ عملية اغتيال الحريري. وحذر سياسيون لبنانيون من وقوع "فتنة" في حال توجيه الاتهام الى حزب الله. واعتبر الحريري ان "اللبنانيين خائفون. خائفون على حرياتهم وديموقراطيتهم وعلى امنهم واستقرارهم واقتصادهم. لكنني هنا لأطمئنكم واطمئنهم جميعا". من جهتها دعت فرنسا الى وضع حد لاي عملية نقل اسلحة الى لبنان خارج رقابة الدولة، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة غداة تصريحات اميركية اتهمت ايران وسوريا بمواصلة تسليح حزب الله اللبناني. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "اننا ندعو كافة الاطراف اللبنانية وغير اللبنانية الى وضع حد لاي نشاط يتعلق بنقل اسلحة الى لبنان وتعزيز القدرات العسكرية الخارجة عن رقابة الدولة. ان الذين يقومون بمثل هذه الاعمال يعرضون للخطر حياة مدنيين لبنانيين". واضاف المتحدث "ندعو كافة الدول المجاورة وكذلك دول المنطقة الى الامتثال كليا لواجباتها"، من دون ان يسمي اي دولة. والخميس، اعلنت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس "ان حزب الله لا يزال الميليشيا الاكثر تسلحا في لبنان". واضافت "لم يكن بمقدوره فعل ذلك لولا مساعدة سوريا وشحن اسلحة سورية وايرانية". واعتبر الموفد الخاص للامم المتحدة الى لبنان تيري رود لارسن من جهته في اليوم نفسه ان نزع سلاح مجموعات مثل حزب الله امر ملح، محذرا من "اعصار يعصف اليوم بالمنطقة". واعتبر لارسن ان الوضع في لبنان حاليا "فائق الخطورة" بسبب وجود ميليشيات مسلحة.