وصل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بعد ظهر الخميس الى الملعب البلدي في بنت جبيل الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود الاسرائيلية حيث كان ينتظره الاف الاشخاص بدعوة من حليفه حزب الله. واشتعلت الحشود بالهتافات عندما اطل احمدي نجاد على المنصة، واطلقت في الهواء مجموعة من البالونات بالوان العلم الايراني: الاحمر والاخضر والابيض. وبدأ الرئيس الايراني القاء كلمته بالصلاة ثم بالقاء التحية "على الشعب المجاهد الطيب الذي يتحلى بالايمان والذي يقف الى جانب الحق ضد الباطل". وقالت نبيلة (36 عاما) التي كانت وصلت باكرا الى ملعب بنت جبيل للمشاركة في الاحتفال لوكالة فرانس برس ان "نجاد سيرعب الاسرائيليين، ونتمنى ان نرى السيد (حسن نصر الله) هنا الى جانبه، ونأمل برؤيتهما معا في الجهة الاخرى (اسرائيل) قريبا". وتأخر موعد وصول الرئيس الايراني قرابة الساعتين عن الوقت الذي كان محددا بالساعة الثالثة والنصف (12,30 ت غ)، فيما غص الملعب البلدي منذ الثالثة بالناس من كل الاعمار وقد حملوا صور الرئيس الايراني والاعلام الايرانية واللبنانية وقدموا من مناطق مختلفة. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الحشد بلغ حدا دفع اشخاصا حشروا بين السياج الفاصل بين مكان جلوس الشخصيات في الملعب والجمهور الى اطلاق الصراخ وطلب المساعدة. كما سجلت حالات اغماء. وكانت مكبرات الصوت في الملعب تبث اناشيد حماسية واغاني مرحبة بالرئيس الضيف، يقطعها بين الحين والآخر صوت مقدم الحفل قائلا "يا امتدادا للخميني وعرينا للاسود"، و"لك يا ابن خميني الثورة من شعب مقاومة حرة الف تحية سرا وجهرا". وزرعت الطرق الجنوبية بالاعلام واللافتات المرحبة. وتواكب الاحتفال تدابير امنية مشددة يشارك بها الحرس الجمهوري اللبناني وعناصر الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله. وكان استقبال مماثل اقيم لاحمدي نجاد مساء امس في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الاخر لحزب الله، وعلى طريق مطار بيروت لدى وصوله صباح الاربعاء. واجرى الرئيس الايراني ظهرا في بيروت محادثات مع رئيس الحكومة سعد الحريري انضم اليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وشارك الجميع في وقت لاحق في مادبة غداء دعا اليها الحريري في السراي وشارك فيها عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية. ورأى احمدي نجاد الذي شكك مرارا بالمحرقة اليهودية، في خطاب القاه مساء الاربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط الاف الاشخاص الذين كانوا يهتفون له، ان الكيان الصهيوني "يتدحرج اليوم في مهاوي السقوط وليس هناك من قوة قادرة على انقاذه". وفي الشأن اللبناني، تبنى الرئيس الايراني موقف حزب الله من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مشيرا الى وجود "استغلال" للمحكمة و"تلفيق اتهام الى اصدقاء". ويشهد لبنان مواجهة سياسية حادة بين فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، وحزب الله على خلفية تقارير تتحدث عن احتمال توجيه الاتهام في القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان حول الجريمة الى حزب الله. ويعتبر حزب الله ان المحكمة "مسيسة" و"اداة اسرائيلية واميركية"، ويطلب وقف اي تمويل لبناني لها. في المقابل يتمسك فريق الاكثرية النيابية بالمحكمة "لاحقاق العدالة وكشف الحقيقة". وبدا هذا الانقسام واضحا خلال احتفال الضاحية الجنوبية عندما ذكر الرئيس الايراني اسم سعد الحريري لشكره على استقباله، فرد المحتشدون بصيحة استهجان، بينما صفقوا طويلا وهتفوا لدى ذكر اسماء رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والامين العام لحزب الله حسن نصر الله. واعتبر الرئيس اللبناني السابق امين الجميل في حديث تلفزيوني وزعه المكتب الاعلامي لحزب الكتائب الذي يرأسه، ان القلق "ليس من زيارة احمدي نجاد بالذات وانما مما بعد الزيارة في ظل الاستحقاقات الخطيرة المقبلة، خصوصا مع تمسك حلفاء ايران في لبنان بمواقف تعتبر بمثابة تحد لفريق من اللبنانيين لا سيما في ما يتعلق بالمحكمة الدولية والقرار الظني". وواصل الرئيس الايراني الذي اعلن الاربعاء في خطابه المسائي ان النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولاياتالمتحدة يتجه الى التغيير وان اسرائيل تتجه الى "هاوية السقوط"، حملته الخميس على الغرب. وقال في محاضرة القاها في الجامعة اللبنانية (قطاع عام) حضرها عدد كبير من الطلاب والاساتذة ان الغربيين "حاولوا خداعنا بالقول ان الطاقة الذرية تعادل القنبلة الذرية"، معددا فوائد علمية للطاقة الذرية في قطاعات علمية "لخدمة البشرية". واضاف "نحن نبحث عن نشر العلم الحقيقي للطاقة الذرية وهم اغلقوا هذا الباب على الشعوب (...) يريدون منعنا من مواصلة علومنا في مجال الطاقة الذرية". وتابع "يصرون علينا بضرورة اغلاق باب الدراسات العلمية الذرية (...) وفي الوقت نفسه، الغربيون الذين يمتلكون الثروات الطائلة، يستفيدون حصريا من هذه الطاقة كما من النفط وسائر الطاقات ويدخلون في جيوبهم يوميا الملايين من الدولارات". ومنحت ادارة الجامعة احمدي نجاد دكتوراه فخرية في العلوم السياسية. واجتمع الرئيس الايراني ظهرا مع رئيس الحكومة الذي دعا الى مأدبة غداء في السراي الحكومي على شرفه.