قالت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر أفغانية وعربية ان ممثلين على مستوى رفيع لحركة طالبان الافغانية وحكومة الرئيس حامد كرزاي بدأوا مباحثات سرية تهدف الى التوصل الى اتفاق من خلال التفاوض لانهاء الحرب التي طال أمدها في افغانستان. ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تذكر اسماءها قولهم انهم يعتقدون ان ممثلي طالبان حصلوا على تفويض للتحدث نيابة عن مجلس شورى كويتا وهو تنظيم طالبان الافغانية الذي يوجد مقره في باكستان وزعيمهم محمد عمر. ونسبت الصحيفة يوم الثلاثاء الى المصادر تشديدها على ان المناقشات الحالية ما زالت في مراحلها الاولية. وقالت الصحيفة ان المحادثات جاءت عقب اجتماعات غير حاسمة رعتها السعودية وانتهت منذ اكثر من عام. وأحجم وحيد عمر المتحدث باسم كرزاي في العاصمة الافغانية كابول عن تأكيد او نفي صحة التقرير. وقال حين سئل عن تقرير واشنطن بوست "حدثت اتصالات من قبل وقد تكون الان مباشرة او غير مباشرة. ظلت هناك اتصالات منتظمة على مدى العامين الماضيين. "ليس هناك اي محادثات ملموسة مجرد اتصالات فقط." وابتليت أفغانستان بحروب على مدى عقود. وقادت قوات أمريكية غزوا للبلاد عام 2001 للاطاحة بحكومة طالبان التي استضافت شبكة القاعدة المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولاياتالمتحدة في ذلك العام. واستمر القتال تسع سنوات. وقال مصدر قريب من المحادثات عن طالبان فيما أوردته صحيفة واشنطن بوست "انهم جادون للغاية فيما يتعلق بايجاد مخرج." ولاحظت الصحيفة ان ممثلي عمر يصرون علانية على ان المفاوضات مستحيلة ولن يتيسر اجراؤها قبل ان ترحل القوات الاجنبية عن افغانستان. لكن الصحيفة قالت ان شورى كويتا بدأ مناقشة اتفاق عريض يتضمن مشاركة بعض شخصيات طالبان في حكومة افغانستان وانسحاب القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي وفق جدول زمني متفق عليه بين الطرفين. ومجلس شورى كويتا هو ما تخلف من حكومة طالبان وفر الى دولة باكستان المجاورة بعد الغزو الامريكي لافغانستان عام 2001 . ونقلت واشنطن بوست عن عدة مصادر قولها ان المحادثات مع مجلس شورى كويتا لم تشمل شبكة حقاني التي تستهدفها طائرات امريكية بلا طيار في شمال غرب باكستان. وتتمركز شبكة حقاني في الاساس في منطقة وزيرستان الشمالية في باكستان والاقاليم المتاخمة في أفغانستان. وقالت الصحيفة ان مصادر افغانية وعربية واوروبية لاحظت تغيرا في موقف الولاياتالمتحدة مؤيدا لهذه المفاوضات وقالت ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تقبلت مؤخرا فقط هذه المحادثات بدلا من معارضتها. ويوم الثلاثاء قال جيف موريل المتحدث الصحفي باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انه من غير المرجح حدوث تحول كبير من جانب طالبان نحو تحقيق مصالحة مع الحكومة الافغانية. وقال للصحفيين يوم الثلاثاء في افادة صحفية في البنتاجون "الحديث عن هذا سابق لاوانه." وأطلق الرئيس الافغاني مساعي هذا العام للتعامل مع عناصر في طالبان قد تكون راغبة في المصالحة مع حكومته ونبذ العنف والقبول بالدستور الافغاني الجديد. وشكل كرزاي في الاسابيع القليلة الماضية مجلس سلام ضم 70 عضوا يعمل على دفع المفاوضات قدما.