بغداد (رويترز) - قال مسؤولون بالاممالمتحدة يوم الاربعاء إن عودة المهجرين العراقيين الى ديارهم بعد سنوات من الحرب تباطأت بدرجة كبيرة منذ انتخابات مارس اذار حيث يتصارع الساسة على تشكيل حكومة جديدة. وأضاف المسؤولون أن تدفق العراقيين العائدين الى ديارهم من خارج العراق ومن الداخل تراجع الى حوالي عشرة الاف شهريا منذ مارس اذار بعد أن بلغ ما يتراوح بين 15 ألفا و20 ألفا قبل الانتخابات. وتطلع العراقيون أن توفر الانتخابات البرلمانية حكما مستقرا بعد سنوات الحرب ولكن تراجع أعداد العائدين يقدم دليلا اخر على أن الجمود السياسي يؤثر على تعافي العراقيين من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة وأطاح بالرئيس صدام حسين ومن الحرب الطائفية التي تبعته. ونزح ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص داخل العراق منذ تصاعد العنف الطائفي في عام 2006 وظلوا بعيدين عن ديارهم ومن المحتمل أن يكون اخرون يقدر عددهم بمئات الالاف يعيشون خارج العراق. ويقدر عدد سكان العراق بحوالي 30 مليونا. وقال والتر كايلين ممثل الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الخاص لحقوق الانسان الخاصة بالنازحين داخليا ان كثيرا من النازحين العراقيين يعيشون دون مأوى مناسب أو مياه أو صرف صحي وبدون الحصول على خدمات منتظمة صحية أو تعليمية. وقال كايلين في مؤتمر صحفي أثناء زيارة مدتها ثمانية أيام للعراق "أثناء هذه الشهور الستة تراجع عدد العائدين بالفعل بدرجة كبيرة جدا. الناس تنتظر لترى ماذا سيحدث." ولم تسفر انتخابات السابع من مارس اذار عن فائز واضح مما دفع الفصائل السياسية الشيعية والسنية والكردية الى التفاوض لتشكيل أغلبية حاكمة. وبعد مرور ما يقرب من سبعة أشهر لا يزال العراقيون ينتظرون تشكيل حكومة جديدة. وقال مسؤولو الاممالمتحدة ان حوالي 500 ألف عراقي وهم أغلبية من يعتقد أنهم فروا من ديارهم يعيشون في مستوطنات عشوائية في بغداد ومدن وبلدات أخرى في مبان أو على أراض لا يمتلكونها ويواجهون الطرد. ودعا كايلين الحكومة العراقية الى تقديم مساعدات انسانية للنازحين ووقف مؤقت لتنفيذ أوامر الطرد. وقال "طرد هؤلاء الناس لن يحل أي مشكلة. وانما سيسبب مشكلات جديدة." ولا تزال قوات الامن العراقية تحارب مسلحين اسلاميين منذ أكثر من سبعة أعوام ونصف بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة بينما تقلص واشنطن القوات الامريكية قبل انسحاب مقرر في نهاية العام القادم. وقال كايلين "بقاء هذا العدد الكبير من الناس مهمشين بشكل كامل قد يصبح في حد ذاته عاملا لعدم الاستقرار." ويقول الجيش الامريكي ان متوسط عدد الهجمات اليومية في أرجاء العراق كان ثابتا عند نحو 15 هجوما في اليوم في الاشهر الاخيرة بينما يقول السياسيون والقادة العسكريون ان المسلحين يحاولون استغلال الفراغ السياسي.