أمستردام (رويترز) - صعد السياسي الهولندي صاحب الشعبية خيرت فيلدرز الى مركز يجعله قريبا من السلطة من خلال رسالته الى الناخبين بأن الاسلام دين عنف وان هجرة المسلمين الى أوروبا يجب أن تتوقف. وبعد حصوله على 24 مقعدا من بين 150 مقعدا في مجلس النواب الهولندي في انتخابات يونيو حزيران توصل حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز الى اتفاق يوم الثلاثاء مع الحزبين الليبرالي والديمقراطي المسيحي يتيح له ممارسة النفوذ من خلف الستار على أول حكومة أقلية في هولندا منذ الحرب العالمية الثانية رغم انه يحاكم بتهمة التحريض على الكراهية. وشبه فيلدرز الذي يرتدي أحيانا سترة واقية من الرصاص في الاماكن العامة ويعيش في حماية الشرطة بشكل دائم القرآن بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر قائلا انه يحرض على العنف. ورغم عدم مشاركة حزب الحرية رسميا في الحكومة واكتفائه بدعمها داخل البرلمان لاقرار القوانين الا أن فيلدرز قال انه ستكون هناك "سياسة تاريخية مختلفة جدا بشأن مختلف القضايا" وان كان لا يعرف بعد ما هو التغيير الذي سيطرأ على السياسة الهولندية المرحبة بالهجرة. صعد نجم فيلدرز (47 عاما) صاحب الشعر الاشقر الكث على الساحة السياسية الهولندية والدولية منذ انشقاقة عن الحزب الليبرالي عام 2004 معارضا محاولة تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال فيلدرز في ابريل نيسان عندما قدم البرنامج السياسي لحزبه "الاسلام فكر عنيف استبدادي يجافي قيم الحرية والديمقراطية والتسامح. لا يمكن لهولندا أن تشهد المزيد من الاسلمة." وأقام مدعون دعوى قضائية ضد فيلدرز لمحاكمته في اتهامات بالتحريض على الكراهية والتمييز ضد المسلمين. وتستأنف محاكمته يوم الاثنين. وفي عام 2008 أذاع فيلدز فيلما مدته 15 دقيقة على الانترنت بعنوان "فتنة" يربط الاسلام بالعنف مما اثار احتجاجات في دول اسلامية مثل اندونيسيا. ولم تسكت تهديدات بالقتل صوت فيلدرز الذي يقول انه ليس لديه شيء ضد المسلمين بل ضد "فكر" الاسلام فقط. وتزايد الدعم لحزب فيلدرز بين الناخبين الذين أذكى مخاوفهم تزايد الوجود الاسلامي في هولندا حيث يعيش نحو مليون مسلم من بين اجمالي عدد السكان البالغ 16.5 مليون نسمة. وبعد أن حمل فيلدرز الراية من السياسي المناهض للهجرة بيم فورتوين الذي اغتيل عام 2002 تابع طريقه بسلسلة من الحملات الجريئة. وشكك فيلدرز الذي كان موظفا وسياسيا في الحزب الليبرالي قبل ان يدخل البرلمان عام 1998 في ولاء أول وزراء مسلمين في هولندا. ودعا الى فرض حظر على النقاب وعلى هجرة المسلمين وبناء المساجد. ويقول فيلدرز ان ما يدفعه لذلك هو رغبته في الحفاظ على الحريات التقليدية في هولندا مثل حرية التعبير وسعيه لتغيير الثقافة السياسية. ورغم انه يضرب بجذوره السياسية في اليمين المعتدل الا انه جذب المزيد من الناخبين الذين يميلون الى اليسار قليلا في يونيو حزيران عندما عارض رفع سن التقاعد الى 65 عاما وزيادة مساهمات الرعاية الصحية الخاصة. عمل فيلدرز في مزرعة تعاونية اسرائيلية (كيبوتس) وعمره 17 عاما. وتقول وسائل اعلام محلية ان زوجته تحمل جنسية مجرية هولندية مزدوجة. ولد فيلدرز في فينلو على الحدود الهولندية الالمانية وهو الابن الاصغر لاسرة كاثوليكية. وكان والده مخرجا في شركة طباعة محلية.