ميلانو (رويترز) - كان اليساندرو بروفومو الرئيس التنفيذي لبنك أوني كريديت يقول دائما انه يريد الاحتفاظ بمنصبه على رأس أكبر بنك ايطالي حتى بلوغه سن الستين. لكن مدة رئاسته وصلت الى نهاية مفاجئة قبل نحو سبع سنوات من بلوغه هذه السن حيث اضطره المساهمون الغاضبون الى الاستقالة بعد نزاع بشأن تزايد نفوذ ليبيا في البنك وتراجع نتائجه. وفي الساعات الاولى من صباح الاربعاء وبعد اجتماع لمجلس الادارة قال أوني كريديت انه قبل استقالة بروفومو. وقدم بروفومو مهندس نمو أوني كريديت من بنك اقليمي الى بنك كبير على الساحة الاوروبية استقالته في اجتماع خاص لمجلس الادارة. وأثارت زيادة مصرف ليبيا المركزي وصندوق الثروة السيادية الليبي لحصتيهما في البنك الايطالي - والدور المحتمل لبروفومو في ذلك - مخاوف بين مؤسسات مساهمة لهار ارتباطات سياسية من أن بروفومو يحاول تهميشها. ولم يخطر بروفومو -الذي كان زملاؤه السابقون في مؤسسة مكنزي للاستشارات يصفونه بالسيد مغرور- المديرين الاخرين في البنك بالتحركات الليبية لكنه نفى أن يكون قد دعاها الى شراء أسهم. وقال بروفومو للصحفيين هذا الشهر "لم أكن أنا من دعاهم.. لقد قرروا الاستثمار بمحض ارادتهم." وكانت علاقة بروفومو مع المساهمين ومجلس الادارة متوترة غالبا وقد هدد من قبل بالفعل بالاستقالة. غير أن كثرة أعدائه هذه المرة كانت أكبر مما يستطيع مواجهته. وبروفومو الذي ينحدر من مدينة جنوة الايطالية من بين الرؤساء التنفيذيين الاطول خدمة في أوروبا. وتولى رئاسة أوني كريديت عند تأسيسه في عام 1997. واشترى بروفومو نحو 100 بنك صغير في السنوات الثماني التالية لكن عينيه كانتا تنظران دوما الى الافق الاوسع. وأحبط محافظ البنك المركزي الايطالي عرض بروفومو لشراء بنك بي.بي.في.ايه الاسباني في عام 1999 لخشيته من أن تكون للاسبان اليد العليا. وفي عام 2001 انهارت مساعيه لشراء كومرتسبنك الالماني عندما تسربت الاخبار وأثرت على أسهم أوني كريديت. لكنه حقق أخيرا طموحه في صفقة خارجية في 2005 عندما اشترى مجموعة اتش.في. بي الالمانية. وأثنى المحللون على بروفومو لنظرته العالمية الحيوية مقارنة بنظرائه الايطاليين التقليديين المتحفظين. ومنح شراء اتش.في.بي أوني كريديت دورا رائدا في ألمانيا والنمسا وأصبح البنك الان أكبر بنك في شرق ووسط أوروبا. وفي 2007 فاجأ بروفومو السوق باقتناصه بنك كابيتاليا الايطالي في صفقة بقيمة 29 مليار دولار بعد صراع على السلطة بين رئيس مجلس ادارة كابيتاليا سيزار جيرونزي والرئيس التنفيذي ماتيو اربي. وبروفومو قريب من الحزب الديمقراطي المنتمي ليسار الوسط الذي هزمه في عام 2008 قطب الاعلام سيلفيو برلسكوني الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء.