مقديشو (رويترز) - استقال يوم الثلاثاء رئيس وزراء الصومال عمر عبد الرشيد شرماركي ليكون بذلك قد دفع ثمن فشل الحكومة في السيطرة على تمرد اسلامي أدى لمقتل آلاف المدنيين. وتم ارسال الالاف من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي لدعم الحكومة الانتقالية في الصومال لكن المتشددين يسيطرون الان على أجزاء كبيرة من العاصمة مقديشو وقطاعات ضخمة من جنوب ووسط الصومال. وسارع سياسيون موالون للرئيس شيخ شريف أحمد الى القول بأن رحيل شرماركي سيضع حدا للانقسامات الداخلية التي لاحقت الحكومة الانتقالية الاتحادية وبطأت عمل الحكومة. ورحب أحمد بقرار شرماركي وقال انه سيعين رئيسا جديدا للوزراء في أسرع وقت ممكن. ولم يتضح على الفور من المرشحين للمنصب. الا أن بعض المحللين في منطقة القرن الافريقي قالوا ان المتمردين الاسلاميين سيعتبرون تغيير القيادة انتصارا دعائيا ولن يغير شيئا يذكر ما دامت الحدود بين سلطات رئيس الدولة ورئيس الوزراء غير واضحة بدقة. وقال راشد عبدي محلل شؤون الصومال لدى مجموعة الازمات الدولية والمقيم في نيروبي "هذه محاولة من جانب شريف وحلفائه لاعادة صياغة الحكومة الانتقالية الاتحادية لكن لا يمكن تحقيق هذا بمجرد تغيير فرد. "انها مشكلة تتعلق بالنظام المختلط (للحكم) الذي يفترض أنه يمنع تركز سلطات أكثر من اللازم في يد جهة واحدة لكن ثقافة الصومال القائمة على وجود زعيم قوي ما زالت تعطل هذا النظام." وأضاف عبدي أن أحمد وهو متمرد اسلامي سابق كان يتطلع الى كبش فداء بينما كان يحاول اعادة تأكيد سلطته على حكومة هشة ودولة خاب أملها. وحذرت جماعة أهل السنة والجماعة الصوفية - التي وقعت في وقت سابق هذا العام اتفاقا لتقاسم السلطة مع الحكومة الانتقالية - من أن رحيل شرماركي سيزيد الامن سوءا. وقال شرماركي للصحفيين وهو يقف الى جانب الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد انه قرر الاستقالة من منصب رئيس الوزراء في ضوء الازمة داخل الحكومة وتنامي العنف في الصومال. وانتقد الرئيس الصومالي شرماركي الاسبوع الماضي بسبب فشله في حل الصراع وقال ان تعديلات وزارية عديدة لم تسفر عن أي تحسن. وقال افياري علمي أستاذ العلوم السياسية الصومالي المقيم في دهار "يمكن أن يشكل هذا فرصة جيدة للحكومة الانتقالية. يمكن أن يولد رأسمالا سياسيا جديدا اذا كان رئيس الوزراء الجديد كفؤا وحصل على دعم الشعب الصومالي." وقال مصدر دبلوماسي ان استقرار الادارة الانتقالية - التي يتوقع أن ينتهي تفويضها في أغسطس اب 2011 - بعد تغيير رئيس الوزراء سيتوقف على من سيحل محل شرماركي. وصعدت حركة الشباب التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة هجماتها للاطاحة بالحكومة في الاسابيع الستة الماضية. وفي أحدث هجوم فجر انتحاري نفسه خارج مجمع القصر الرئاسي مساء الاثنين فأصاب اثنين من جنود حفظ السلام. واستخدم المتمردون المهاجمين الانتحاريين خلال العامين الماضيين فقتلوا خمسة وزراء وعشرات من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وكانت حركة الشباب مسؤولة أيضا عن هجمات في أوغندا في يوليو تموز أسفرت عن مقتل 79 شخصا على الاقل.