وقعت البرازيل هذا الاسبوع اتفاقا جديدا للتعاون العسكري مع بريطانيا يؤكد رغبتها في تاكيد قوتها على المستوى الاقليمي وتعزيز صناعتها الدفاعية. ويشمل العقد خصوصا شراء 11 زورقا حربيا من لندن شرط الحصول على عمليات نقل تكنولوجيا كافية كما نصت عليه عقود الشراكة السابقة من النوع نفسه التي ابرمتها برازيليا مع كل من الولاياتالمتحدة وايطاليا وروسيا وبولندا وبالاخص مع فرنسا. فقد سبق ان اشترى هذا العملاق الاميركي الجنوبي (193 مليون نسمة) من باريس اربع غواصات هجومية من نوع سكوربين وهيكل غواصة خامسة ستزود بمحرك نووي متطور اضافة الى 50 مروحية نقل من طراز اي.سي-725 سيتم تجميعها في البرازيل. من جهة اخرى فان الطائرة رافال التي تصنعها مجموعة داسو الفرنسية هي الاوفر حظا ليرسو عليها العطاء الضخم الذي طرحته البرازيل لشراء 36 طائرة مقاتلة والذي ينتظر اعلان نتيجته قبل نهاية العام الحالي. ولا يقتصر هدف البرازيل من ذلك على تجديد عتادها الحربي المتهاك فحسب وانما ايضا حماية اراضيها المترامية الاطراف ومواردها الطبيعية وخاصة احتياطيها الضخم من النفط في المياه العميقة الذي يمكن ان يحولها الى عملاق نفطي. كما ينوي الرئيس لويز ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي سيترك الحكم في 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل، ان يعزز بذلك سياسته الدبلوماسية الطموحة في اميركا اللاتينية وباقي انحاء العالم. وترى سابرينا ميديروس استاذة العلاقات الدولية في المدرسة الحربية البحرية ان البرازيل "في حاجة الى تعزيز قوتها الرادعة لدعم هذا الدور الجديد". لذلك تنوي البرازيل ايضا اعادة بناء صناعة دفاعية متطورة تتيح لها تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال العسكري. وتقوم استراتيجيتها الدفاعية الجديدة التي اعتمدت عام 2008، على مبدأ اقتران اي عقد لشراء معدات اجنبية بنقل للتكنولوجيا ما يتيح لها مستقبلا انتاج هذه المعدات محليا. وهذا ما يفسر خصوصا اعلان برازيليا تفضيلها للطائرة الفرنسية رافال على منافستيها (اف-18 سوبر هورنيت لمجوعة بوينغ الاميركية او غريبن للسويدية ساب) في العطاء الذي طرحته لشراء 36 مقاتلة ستجعل من البرازيل صاحبة اكبر اسطول في اميركا اللاتينية. واوضح وزير الدفاع نلسون جوبيم ان "البرازيل لن تشترى طائرات فقط وانما مجموعة تكنولوجية متكاملة". وتتضمن ايضا العقود التي ابرمت حديثا مع فرنسا انشاء احواض لصناعة السفن في ريو دي جانيرو حتى تتمكن البرازيل مستقبلا من بيع السفن التي تبنيها بنفسها. وفي انتظار تحقيق ذلك تسعى برازيليا الى تنويع مصادرها. فقد اشترت مؤخرا 24 طائرة هليكوبتر هجومية ام.اي-35ام من روسيا كما وقعت في حزيران/يونيو الماضي بروتوكول اتفاق مع ايطاليا لانتاج "2044 عربة مصفحة لنقل الجند خلال 20 عاما". وتتنافس ايضا ايطاليا وبريطانيا على بيع برازيليا سفن دورية بحرية في الوقت الذي بدات فيه البرازيل تنتج بنفسها هذه المعدات. ويقوم سلاح الجو وشركة الصناعات الجوية الوطنية "امبراير" بصنع طائرة الشحن كي.سي-390 كي تحل محل الاميركية هركوليز سي-130. ورغم انه لا يزال مجرد مشروع فقط فان امبراير تامل في بيع 700 طائرة من هذا النوع حصلت على طلبات شراء مؤكدة ل24 طائرة منها. من جهة اخرى ابرمت البرازيل في كانون الاول/ديسمبر 2008 عقدا لبيع مائة صاروخ مضاد للرادار من طراز مار-1 الى باكستان كما تقوم حاليا بصنع الصاروخ جو جو ايه-دارتر بالاشتراك مع جنوب افريقيا.