افاد مصدر امني محلي ان تسعة اشخاص قتلوا واصيب ثلاثة بجروح في انفجار لغم عند مرور حافلة صغيرة الخميس في محافظة حكاري جنوب شرق تركيا في هجوم يشتبه في ان متمردين اكرادا يقفون وراءه. ولكن حزب العمال الكردستاني نفى اي علاقة له بهذا الانفجار. وكان الحزب اعلن في آب/اغسطس وقفا لاطلاق النار من جانب واحد ضد القوات التركية ينتهي العمل به في 20 ايلول/سبتمبر. وقال المصدر ان الحافلة كانت تقل قرويين الى عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم وان اللغم الذي تم تفجيره عن بعد وقع لدى وصول الحافلة الى بلدة جيشيتلي الصغيرة. واضاف ان جميع القتلى مدنيون. وبين الجرحى طفل عمره 15 شهرا. وبينت صور التلفزيون الحافلة الحمراء التي حولها الانفجار الى ركام. وقال نائب محافظ حكاري داود سنانوغلو ان عدد القتلى هم تسعة وليس عشرة، كما افادت وكالة انباء الاناضول. ويهاجم حزب العمال الكردستاني عادة الجنود في منطقة النزاع. ودان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الهجوم الذي وصفه بانه "ارهابي" مؤكدا ان تركيا لن ترضخ للتهديد. وفي حال تاكدت مسؤولية حزب العمال الكردستاني سيكون هذا الهجوم الاكثر دموية الذي يستهدف مدنيين منذ 2008 عندما اسفر هجومان مماثلان عن مقتل 17 شخصا في اسطنبول. ونفى الحزب الذي يقاتل الحكومة التركية منذ 1984 بهدف الحصول على حكم ذاتي للاكراد في بيان بثته وكالة فرات الموالية له اي مسؤولية عن الهجوم متهما عناصر في الدولة التركية بالوقوف وراءه. وقال الحزب ان الهدنة التي اعلنتها ستبقى سارية حتى 20 ايلول/سبتبمر. وعلم لدى مكتب حاكم حقاري انه عثر على حقيبتي ظهر تحتويان على لغمين مضادين للدروع من صنع روسي وصاعق ومتفجرات بلاتسيكية بالقرب من مكان الانفجار، وفق بيان نقلته وكالة انباء "الاناضول". وتقع حكاري في اقصى جنوب شرق تركيا عند تقاطع الحدود مع العراق وايران. ويشهد جنوب شرق الاناضول الذي تقطنه اغلبية كردية تمردا مسلحا منذ 1984 يقوده حزب العمال الكردستاني ضد القوات المسلحة التركية. وكانت صحيفة ال موندو الاسبانية نشرت الاحد حديثا للقائد الحربي لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان المتمركز مع رجاله في شمال العراق يؤكد فيه ان الحزب "سيلقي السلاح" اذا اعتمدت تركيا نظام مناطق حكم ذاتي شبيه بالنظام الاسباني. وكانت الحكومة التركية اعلنت في 2009 عن خطة بمنح الاكراد حقوقا اضافية بغية الضغط على حزب العمال الكردستاني للتخلي عن الكفاح المسلح. وقد استدعت الخطة التركية ردود فعل في الاوساط القومية التركية وتبدو حتى الساعة غير مطروحة، مع اعلان انقرة انها لن تعتمد اي مبادرة قد تسهم في تهديد وحدة البلاد. وتأتي الهدنة التي اعلنها حزب العمال الكردستاني بعد فترة من التصعيد منذ اعلان زعيم الحزب عبدالله اوجلان الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في ايار/مايو الماضي ايقاف الحوار مع الحكومة التركية. وتعتبر تركيا كما والعديد من الدول الاخرى حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية، وهو يطالب بحكم ذاتي في جنوب شرق الاناضول. وقد ادى النزاع الى مقتل 45 الف شخص على الاقل، بحسب الجيش التركي.