نيويورك (رويترز) - قال إمام المركز الثقافي الاسلامي المزمع بناؤه قرب موقع هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في نيويورك ان المشروع يستحق الجدل المثار حوله لانه كشف عن الصعوبات التي يتعرض لها المسلمون في الولاياتالمتحدة. وتساءل الإمام فيصل عبد الرؤوف في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية عما اذا كان بناء المركز "يستحق كل هذه العاصفة" وأجاب قائلا "بالقطع نعم". وكان عبد الرؤوف ومنظمو المشروع الاخرون رفضوا بشكل متكرر نقله من موقعه الحالي قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 سبتمبر ايلول. ولكنه أقر بأن الضغوط لنقل المشروع اشتدت في الاسابيع الاخيرة بعد أن صار قضية سياسية وطنية. وقال عبد الرؤوف دون الخوض في تفاصيل "نحن ندرس حاليا كل الخيارات بينما نتحدث الان. ونحن نعمل من أجل ما سيكون حلا ان شاء الله يضع نهاية لهذه الازمة." وكشف استطلاع للرأي اجرته جامعة كوينيبياك وأعلنت نتائجه يوم الاثنين عن أن 63 في المئة من الناخبين الامريكيين المسجلين يرون أن من الخطأ بناء مسجد قرب ما يعده كثيرون أرضا جديرة بالتبجيل والاحترام. وتجمع زهاء ألفي شخص يوم السبت الذي وافق الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر أيلول قرب موقع المركز المقترح للدفاع عن المشروع او التنديد به. وأثار راعي كنيسة مغمور في فلوريدا غضب المسلمين في شتى أنحاء العالم باعتزامه حرق بعض المصاحف في اليوم نفسه. وتراجع راعي الكنيسة عن خططه ومع ذلك قال عبد الرؤوف ان ذلك يكشف عن أن أحداث نيويورك تلقى متابعة "في شتى أنحاء العالم". وأضاف "ومثالنا يتحدث عن نفسه جليا أمام العالم أجمع... ما يحدث هنا سيكون له اثر كالقاء حجر في ماء". وجاء عبد الرؤوف الذي ولد في الكويت لابوين مصريين الى الولاياتالمتحدة عام 1965 وكان عمره 17 عاما ونال الجنسية عام 1979. وطعم عبد الرؤوف كلمته التي استغرقت 20 دقيقة بعبارات تنم عن حبه للولايات المتحدة ومنها ولعه بكرة القدم الامريكية وقوله ان ابنة أخيه في الجيش الامريكي. لكنه قال ان المسلمين الامريكيين يتعرضون لمصاعب بنفس الشكل الذي تعرضت له أقليات اخرى في الماضي وأضاف أن المركز المقترح الذي سيتيح أماكن عبادة لاصحاب أديان أخرى هدفه الاعلاء من شأن قبول الاخر. وقال "كثيرا ما يزيد الرفض تحدي الاندماج صعوبة" مشيرا الى التجارب السابقة "لليهود والكاثوليك والايرلنديين والايطاليين والسود والقادمين من أمريكا اللاتينية". وأضاف أنه ينبغي للمسلمين الامريكيين أن "يتغلبوا" على التمييز وأن يتم الاعتراف بهم كأمريكيين مكتملي الانتماء. وقال "الان جاء دورنا نحن المسلمين لنشرب من الكأس." وكشف استطلاع جامعة كوينيبياك الذي شمل 1905 ناخبين مسجلين وأجري الاسبوع الماضي من خلال الهاتف عن أن 38 في المئة منهم لديهم رؤية ايجابية عن الاسلام بينما كانت لدى 40 في المئة رؤية سلبية. وقال نصف من استطلعت اراؤهم ان الاسلام الذي يدين به أغلب المسلمين دين سلمي "وليس دينا يشجع على العنف ضد غير المسلمين".