منح الرئيس الامريكى باراك اوباما الدعم لبناء مركز إسلامي بالقرب من نقطة الصفر- حيث كان يقع برجى التجارة العالميين- و هذا الدعم قد يلقى استقبالا حسنا من قبل العالم الإسلامي، لكنه قد يكون له اثر على نسب شعبيته في استطلاعات الرأي الامريكية . وقد اثنى عدد من كتاب الاعمدة في الصحف وحتى الجمهوريون منهم مثل محرر خطابات بوش السابق مايكل جيرسون Michael Gerson ، حيث مدحوا تاكيد الرئيس أوباما على الحقوق الدينية الأمريكية يوم الجمعة اثر دعمه بناء مسجد على مسافة قصيرة من موقع النقطة الصفر- نيويورك – حيث لقى أكثر من 2700 شخص من الاميركيين مصرعهم فى احداث 11 سبتمبر/ ايلول 2001 ، على أيدي الإرهابيين الإسلاميين. جاء قرار أوباما بدعم بناء المسجد، على الرغم من تصريح المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس Robert Gibbs في وقت سابق من أيام فقط بان هذا الامر " خاص بالمجتمع المحلي لاتخاذ قرار بشانه " ، كذلك فان دعم اوباما يمثل وجهة نظر بعيدة عن نظيرتها السائدة في الولاياتالمتحدة، حيث هناك ما يقرب من 70 في المئة من الناس يشعرون بان المركز إلاسلامي بالقرب من نقطة الصفر يمثل امتهانا عمدا يصل لحد الاستفزاز، وفقا لاستطلاع اجرته شبكة سى ان أن. وفى حفل الافطار الرمضانى الثانى الذى اقيم بالبيت الابيض يوم الجمعة ، قال اوباما " "نقطة الصفر ، في الواقع ، أرض مقدسة ، لكن دعوني أكون واضحا : كمواطن ، ورئيسا ، أعتقد أن للمسلمين الحق في ممارسة شعائرهم الدينية مثل اى شخص فى هذا البلد، وهذا يشمل الحق في بناء مكان للعبادة ومركز اجتماعي بملكية خاصة فى مانهاتن، وفقا للقوانين المحلية والقوانين الوضعية، وهذه هى أمريكا، والتزامنا بالحرية الدينية يجب أن لا يتزعزع". وهناك تحديات قانونية كبيرة امام مخطط بناء المركز الاسلامى الذى يطلق عليه "قرطبة" و تبلغ تكلفته نحو 100 مليون دولار، ويتكون المركز من 13 طابقا ولا يفصله عن موقع هجمات سبتمبر/ ايلول سوى ثلاثة مبان فقط . وهو الامر الذى يشعل عاصفة من الجدل في نيويورك وعبر أميركا، بينما يلقى نيوت جينجريتش Newt Gingrich رئيس مجلس النواب السابق بثقله فى هذا الجدل . وفي حين أن أوباما وجورج دبليو بوش من قبله حثوا الأمريكيين على التمييز بين الإسلام والجهاد العنيف حتى يبتعدوا عن حساسيات المسلمين، الا ان دار قرطبة تمثل لكثير من الأميركيين قضية اقل من كونها امرا يخص الحريات الدينية، وأكثر من كونها عدم احترام لأولئك الذين توفي يوم 11 سبتمبر. ومن خلال دعمه لبناء المسجد ، وقف أوباما الى جانب الإمام فيصل عبد الرؤوف الذى يقف وراء مشروع دار قرطبة، وهو الذي من المقرر ان يغادر فى رحلة الى الشرق الاوسط يطلق عليها النوايا الحسنة ترعاها وزارة الخارجية. على الجانب الاخر نجد ان موقف الرئيس يجعله يقف فى مفترق طرق على الأقل مع كل ما يتصل بضحايا 11 سبتمبر، و هو ما اكدته ديبرا بورلنجام Debra Burlingame المتحدثة باسم عائلات ضحايا 11 سبتمبر فى تصريحها لوكالة أسوشيتد برس قائلة " إن باراك أوباما تخلى عن أميركا ، حيث كسر فؤادها قبل تسع سنوات، وحيث قيمها الحقيقية معروضة ليراها الجميع" . إن دعم أوباما للمركز الاسلامى سيساعد على تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي ، وهو هدف رئيسي من اهداف ادارة أوباما. ويرى حتى المؤيدون للرئيس ان شعبيته التى تكافح بشدة في استطلاعات الرأي سوف تتاثر بعد اختياره الوقوف بجانب المشروع الذى له أصداء عاطفية بالنسبة للملايين من الأميركيين.. لكن يرى البعض الاخر ان تحديد المسار الأخلاقي للولايات المتحدة هو جزء من مسئولية الرئيس.