لندن (رويترز) - قالت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين إن الولاياتالمتحدة سلمت عدة ألوف من السجناء للسلطات العراقية على الرغم من أدلة موثقة على أن قوات الامن العراقية تسيء معاملة المحتجزين. جرى تسليم السجناء بعد توقيع اتفاق أمني دخل حيز التطبيق العام الماضي منهيا حق الجيش الامريكي في احتجاز العراقيين وانتهى تنفيذه رسميا في يوليو تموز بنقل السيطرة على اخر مراكز الاحتجاز الامريكية. وقال مالكوم سمارت مدير فرع منظمة العفو للشرق الاوسط وشمال افريقيا "قوات الامن العراقية مسؤولة عن انتهاكات منظمة لحقوق المعتقلين ويسمح لها بفعل ذلك في حصانة (من العقاب)." وأضاف "بالرغم من ذلك قامت السلطات الامريكية وسجلها هي ذاتها ضعيف للغاية فيما يتعلق بحقوق السجناء بتسليم ألوف الاشخاص الذين اعتقلتهم القوات الامريكية لمواجهة هذه القائمة من عدم الشرعية والعنف واساءة المعاملة متخلية عن أي مسؤولية فيما يتعلق بحقوقهم." ورفض مسؤول عراقي تأكيدات منظمة العفو الدولية. ويوثق تقرير منظمة العفو الدولية الالاف من حالات الاعتقال التعسفي وضرب المعتقلين لانتزاع اعترافات باستخدام القوة. وقدرت المنظمة أن 30 ألف شخص محتجزون بدون محاكمة في العراق نقل 10000 منهم من الحبس الامريكي على مدار السنة ونصف الماضية. وقال بوشو ابراهيم نائب وزير العدل العراقي ان تقرير منظمة العفو الدولية لا أساس له وقال ان العراق يحترم معايير حقوق الانسان ويتبعها. وأضاف ابراهيم لرويترز ان العراق يرحب بزيارة أي أحد لسجونه ليرى بنفسه كيفية معاملة المسجونين وقال ان كل المسجونين احتجزوا بناء على مذكرات اعتقال قضائية. وقالت منظمة العفو انها تعتقد أن العديد من المحتجزين لاقوا حتفهم ربما نتيجة لما وصفته بأنه تعذيب وغير ذلك من سوء المعاملة من قبل المحققين وحراس السجون. وفي احدى الحالات قالت المنظمة ان عضوا سابقا في القوات الخاصة العراقية توفي في فبراير شباط نتيجة لنزيف داخلي في اعقاب استجواب. واضافت المنظمة "تم تسليم جثمانه الى أسرته بعد عدة أسابيع. ونصت شهادة الوفاة على ان السبب في وفاته هو أزمة قلبية." وخلال مراسم لتسليم سجناء في يوليو تموز قال مسؤولون في الجيش الامريكي انهم واثقون من أنه لن تكون هناك اساءة معاملة للسجناء تحت الاشراف العراقي. وبناء على طلب السلطات العراقية يواصل حراس سجون امريكيون حراسة نحو 200 معتقل بمن في ذلك متشددو تنظيم القاعدة وأتباع الرئيس الراحل صدام حسين. وتعرضت الولاياتالمتحدة نفسها لانتقادات شديدة بسبب سوء معاملة السجناء. وأثار الكشف في عام 2004 عن أن حراس سجون امريكيين أساءوا معاملة عراقيين ووجهوا لهم اهانات جنسية في سجن أبو غريب بضواحي بغداد غضب كثير من العراقيين وربما يكون قد أسهم في زيادة التمرد في ذلك الوقت. وقالت منظمة العفو ان وسائل التعذيب المستخدمة في السجون العراقية تشمل الضرب بالكابلات وخراطيم المياه والصدمات الكهربائية لاجزاء حساسة من الجسم ونزع الاظافر. وأوضحت أن العديد من المعتقلين في سجن سري قالوا انهم اعتقلوا على أساس معلومات كاذبة حصلت عليها القوات العراقية من مخبرين سريين. وأضافت "احتجزوا دون أي اتصال بالعالم الخارجي وتعرض بعضهم للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أثناء الاستجواب لاجبارهم على ما يبدو على الاعتراف بالتورط في تفجيرات أو جرائم أخرى تصل عقوبتها الى الاعدام."