أتهمت منظمة العفو الدولية الولاياتالمتحدة بالتخلي عن حقوق آلاف السجناء العراقيين الذين سلمتهم للسلطات العراقية. علي الرغم من وجود أدلة موثقة علي إساءة معاملة هؤلاء المحتجزين. و قالت المنظمة التي تعني بالدفاع عن حقوق الإنسان ان آلاف السجناء العراقيين غالبا ما يقبعون في السجون لاعوام دون احالتهم الي المحاكمة, ودون السماح لهم بمقابلة اسرهم أو تسهيل عملية حصولهم علي محامين دفاع عنهم. وأضافت في تقرير لها تحت عنوان نظام جديد والاساءة ذاتها ان عدد هؤلاء لا يقل عن ثلاثين ألف معتقل, وان الكثيرين منهم يتعرضون للتعذيب او سوء المعاملة. مشيرة إلي أن هؤلاء السجناء احتجزوا دون أي اتصال بالعالم الخارجي وتعرض بعضهم للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أثناء الاستجواب لإجبارهم علي ما يبدو علي الاعتراف بالتورط في تفجيرات أو جرائم أخري تصل عقوبتها إلي الإعدام. وذكر التقرير ايضا أن احتجاز بعض السجناء يكون احيانا في معتقلات سرية حيث تنتزع الاعترافات بالقوة, كما ان هناك العديد من حالات الاختفاء القسري التي سجلت. وحمل مالكوم سمارت, مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة القوات العراقية مسئولية حدوث انتهاكات منهجية لحقوق المعتقلين, مضيفا بأنه سمح لها بممارسة هذه الانتهاكات من دون عقاب. ودعا سمارت السلطات العراقية الي اتخاذ اجراءات حاسمة لمواجهة الانتهاكات, واصفا فشلها في هذا المجال بالخطير كونه يفتح الباب امام تكرار هذه الممارسات, وطالبا منها اخلاء سبيل المعتقلين المحتجزين منذ فترات طويلة دون تهم جنائية معترف بها ومن دون محاكمة أو تقديمهم فورا للمحاكمة بموجب المعايير الدولية للمحاكمة العادلة ومن دون اللجوء إلي عقوبة الاعدام. وتعرضت الولاياتالمتحدة نفسها لانتقادات شديدة بسبب سوء معاملة السجناء. وأثار الكشف في عام2004 عن أن حراس سجون امريكيين أساءوا معاملة عراقيين ووجهوا لهم إهانات جنسية في سجن أبو غريب بضواحي بغداد غضب كثير من العراقيين وربما يكون قد أسهم في زيادة التمرد في ذلك الوقت. وقالت منظمة العفو إن وسائل التعذيب المستخدمة في السجون العراقية تشمل الضرب بالكابلات وخراطيم المياه والصدمات الكهربائية لأجزاء حساسة من الجسم ونزع الأظافر. وأوضحت أن العديد من المعتقلين في سجن سري قالوا إنهم اعتقلوا علي أساس معلومات كاذبة حصلت عليها القوات العراقية من مخبرين سريين. ومن جانبه, رفض علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية..متهما المنظمة بتضخيم هذه القضية. وقال الموسوي في اتصال مع راديو سوا إن الحكومة العراقية مستاءة للغاية مما جاء في التقرير الذي وصفه بالمضلل. ولفت إلي أن السجون العراقية تخلو من أي سجين سياسي, مشيرا إلي أن السجناء تم اعتقالهم علي خلفية اتهامات بالضلوع في الإرهاب أو في جرائم عادية. وأكد الموسوي أن الحكومة أفرجت عن4500 معتقل منذ شهر أبريل الماضي لعدم كفاية الأدلة لإدانتهم.كما نفي ممارسة التعذيب ضد السجناء العراقيين لكنه أقر بوجود حالات منفردة تمت محاسبة المتورطين فيها.