تستضيف ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما هذا الاسبوع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي في محاولة لاستئناف محادثات السلام المباشرة بعد توقفها 20 شهرا. ومن المقرر أن يعقد أوباما اجتماعين منفصلين يوم الاربعاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالبيت الابيض. ويتوجه نتنياهو وعباس الى وزارة الخارجية يوم الخميس حيث من المقرر أن يبدا المحادثات المباشرة في اجتماع تستضيفه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بأن يذهل المتشككين ويقدم على مجازفات سياسية من اجل السلام وان يضمن في نفس الوقت الا يهدد اي اتفاق لاقامة دولة فلسطينية أمن اسرائيل. وربما تكون الخطوات التي يتخذها بشأن البناء في المستوطنات اليهودية متى ينتهي تجميد محدود في 26 سبتمبر ايلول محوريا لاستمرار المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية. وكانت علاقة نتنياهو بأوباما مضطربة وهو يحذر من ابعاد الرئيس الذي تتطلع اليه اسرائيل ليقود جهود كبح جماح طموحات ايران النووية. واتخذ نتنياهو عددا من الخطوات المحسوبة لتخفيف حدة الخلافات بشأن تحقيق السلام في الشرق الاوسط. وفي خطاب سياسي مهم ألقاه العام الماضي قال نتنياهو للمرة الاولى انه مستعد أن يشهد اقامة دولة فلسطينية وهو مطلب امريكي رئيسي بشرط أن تكون منزوعة السلاح. وتحت ضغط الولاياتالمتحدة فرض تجميدا محدودا للبناء الاستيطاني في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة ولمدة عشرة اشهر. ولم تلب هذه الخطوة المطالب الفلسطينية بتجميد دائم. لكن الولاياتالمتحدة أشادت بها وأدت الى دعوة من البيت الابيض كرر فيها دعوة نتنياهو للفلسطينيين ببدء المحادثات المباشرة مع اسرائيل دون شروط مسبقة. وفي المفاوضات القادمة مع الفلسطينيين يجب أن يضع نتنياهو في اعتباره أثر اي تنازلات اسرائيلية على ائتلافه الحاكم الهش الذي تهيمن عليه أحزاب مؤيدة للمستوطنين بما في ذلك حزبه ليكود. الرئيس الفلسطيني محمود عباس سعى عباس الى احراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل التي بدأت في مايو ايار قبل اتخاذ اي خطوة لاجراء محادثات مباشرة. وتحدث عن ضغط دولي لم يسبق له مثيل لاقناعه باستئناف مفاوضات السلام المعلقة منذ أواخر عام 2008 . وهدد بالانسحاب من المحادثات اذا مضت اسرائيل قدما في بناء المستوطنات بعد انتهاء التجميد في 26 سبتمر. ولا يبسط عباس نفوذه سوى على الضفة الغربيةالمحتلة منذ فقد السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في اقتتال داخلي عام 2007 مما أثار تساؤلات حول ما اذا كان يتمتع بالنفوذ السياسي لابرام وتنفيذ اي اتفاق مع اسرائيل لاقامة دولة. وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على الرغم من ان وزيرة الخارجية الامريكية مناصرة قوية لاسرائيل فانها وجهت بعض الكلمات القاسية لهذا البلد في وقت سابق من العام الحالي. ففي مارس اذار الماضي وصفت السلوك الاسرائيلي بانه مهين عندما اعلنت اسرائيل عن انشاء المزيد من المنازل للمستوطنين في محيط القدس خلال زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن. ورغم ذلك بادرت كلينتون الي الاشادة باسرائيل لقرارها تقييد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لعشرة اشهر مع ان ذلك لم يرق الي الهدف الامريكي وهو التجميد الكامل. وفي ذلك الوقت قالت كلينتون ان فترة العشرة اشهر ستساعد في تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. والان سيقوم جورج ميتشيل المرشح الرئاسي السابق ومبعوث السلام الامريكي في الشرق الاوسط بمساعدة نتنياهو وعباس على وضع بنود اتفاق للسلام. وكانت كلينتون التي تعهدت باتباع نهج عملي للدبلوماسية الامريكية قد قالت ان الولاياتالمتحدة تعتقد أن جميع القضايا الرئيسية بين الاسرائيليين والفلسطينيين يمكن حلها في غضون عام. مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشل تنقل الدبلوماسي المخضرم بين عباس ونتنياهو على مدى الاشهر القليلة الماضية في محاولة للتغلب على الحواجز الاخيرة في طريق المفاوضات المباشرة. ويقول ان الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم اقتراحاتها لتضييق هوة الخلافات بين الفلسطينيين والاسرائيليين لكن معظم المفاوضات ستترك لخصمي الشرق الاوسط لحلها. وميتشل الذي ساعد في التوسط في اتفاق للسلام أنهى سنوات من الصراع بين الروم الكاثوليك والبروتوستانت في ايرلندا الشمالية قضى سنوات ايضا في بحث قضايا الشرق الاوسط الشائكة ويعرف عنه أنه مفاوض رائع معسول الكلام. واختار الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون السناتور السابق ميتشل ليقود مجموعة دولية لتقصي الحقائق بشأن العنف في الشرق الاوسط. ودعا تقريره الذي صدر عام 2001 الاسرائيليين الى تجميد بناء المستوطنات الجديدة ووقف اطلاق النار على المتظاهرين العزل وأن يقوم الفلسطينيون من جانبهم بمنع الهجمات ويعاقبوا مدبريها.