قبيل أيام من انطلاق كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل، يستعد ماركوس أوليفا لهذا الحدث الكروي الكبير. يدير أوليفا (45 عاما) شركة مانتو نيغرو سيرفيكوس للأمن، التي تأسست في ريو دي جانيرو عام 2002. وتعاقدت الشركة على إرسال 1000 عامل مؤقت لتأمين البطولة التي ستستمر لمدة شهر. ربما تكون مانتو نيغرو سيرفيكوس شركة صغيرة، ولكنها تتعامل مع عملاء رفيعي المستوى، بما في ذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومسؤولين زائرين من أستراليا وفرنسا اللتين تشاركان في المونديال. وبالنسبة للعمل مع الفيفا، ستوفر الشركة الخدمات الأمنية لمنطقة فان فيست على شاطئ كوباكابانا بمدينة ريو دي جانيرو، حيث ستذاع مباريات البطولة على شاشات عملاقة. وقال أوليفا، وهو ضابط بالشرطة العسكرية في ريو دي جانيرو: ستكون البطولة حدثا رائعا بالنسبة لنا، وسيكون هناك طلبا كبيرا على العمل، وهو ما يعد فرصة عظيمة بالنسبة لنا لكي ننمو ونظهر أنه بإمكاننا تقديم الكثير . وأضاف: نتوقع نمو العمل بنسبة تتراوح بين 50 بالمئة و60 بالمئة، لأن الطلب على العمل كبير، وينبغي أن تكون الخدمة على أفضل مستوى . مع استمرار الإحتجاجات – وبعضها عنيف – في جميع أنحاء البرازيل احتجاجا على التكلفة المرتفعة لاستضافة كأس العالم، سيكون الملف الأمني بمثابة تحد كبير لبلاد السامبا. وتعاني البرازيل من انتشار الجريمة والعنف بشكل عام، وتشهد ما يصل إلى 50,000 جريمة قتل سنويا، وهو ما يفسر ارتفاع نفقات الحكومة على العمل الشرطي خلال كأس العالم إلى 1.9 مليار ريال برازيلي (860 مليون دولار). وعلاوة على 150,000 شرطي لتأمين البطولة، تستعين السلطات بأكثر من 2000 شركة أمن صغيرة – مثل مانتو نيغرو سيرفيكوس – للمساهمة في تأمين المسابقة. ولا تستطيع شركات الأمن الصغيرة الدخول في منافسة مع الشركات الأكبر، ولذا تستعيض عن ذلك بتعيين موظفين ذوي خبرات كبيرة، بما في ذلك أفراد سبق لهم العمل في القوات المسلحة أو الشرطة، وهو ما يؤهل هذه الشركات للتعامل مع عملاء رفيعي المستوى. ومن المتوقع أن يزور البرازيل نحو 600,000 شخص لمشاهدة كأس العالم في 12 مدينة مختلفة، وهو ما يتطلب عملا أمنيا كبيرا. لم يتقصر العمل الأمني على الشركات البرازيلية فحسب، حيث عرض رجال أعمال من الخارج خدماتهم للعمل خلال المونديال، بما في ذلك الزوجين البريطانيين مارك هاريس وزوجته تانيا. وأنشأ الزوجان شركة قدم في البرازيل للاستشارات الرياضية والأمنية في مدينة ريو دي جانيرو نهاية العام الماضي، وشهدت الشركة إقبالا كثيفا منذ بداية 2014. تساعد الشركة الفرق والهيئات والوفود على تنظيم إقامتهم في البرازيل، بما في ذلك إجراء عمليات تقييم المخاطر وإدارة الأمن الخاص. ونجحت الشركة في التعاقد مع العديد من العملاء، بما في ذلك شركات إعلامية وجهات راعية وشخصيات بارزة. وقال مارك (32 عاما)، والذي سبق له العمل كضابط في الجيش البريطاني، وتانيا (35 عاما)، والتي عملت من قبل في اللجنة الأولمبية البريطانية، إن القلق الأمني الرئيسي يتمثل في التهديد المحتمل للاحتجاجات أو غيرها من الاضطرابات. وعقب انتهاء كأس العالم، ستركز شركة قدم في البرازيل على الأولمبياد وأولمبياد المعاقين التي ستستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016. وأعرب مارك عن أمله في أن تستمر الشركة في العمل في البرازيل حتى بعد انتهاء الأولمبياد. وقال: تأسست شركة 'قدم في البرازيل‘ للاستفادة من الفرصة العظيمة لإقامة كأس العالم والأولمبياد وأولمبياد المعاقين في البرازيل في غضون عامين . وأضاف: بالرغم من ذلك، ننظر إلى هذا على أنه مشروع طويل الأمد، وسوف نقيم فرصة استمرار العمل في البرازيل قبل عام 2016 . وأردف: البرازيل لديها بنية تحتية هائلة من هذه الأحداث الكبرى، ونتمنى أن تواصل تقديم طلبات لجذب الأحداث الرياضية الكبرى . يقدم ماريو بابتيستا دي أوليفيرا، مدير عام جروبو بروتيجه التي تعد أحد أكبر شركات الأمن في البرازيل، رؤية مثيرة للاهتمام عن طلبات العملاء الأجانب من شركته والعديد من الشركات المنافسة الأصغر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة من قبل السلطات في ريو دي جانيرو للتخلص من عصابات المخدرات من الأحياء الفقيرة في المدينة، يقول بابتيستا دي أوليفيرا إن الزائرين المهمين لنهائيات كأس العالم يريدون أن يكونوا بعيدين قدر الإمكان عن مثل هذه المناطق. وقال دي أوليفيرا: صورة البرازيل بالخارج سيئة للغاية، وتتعرض لانتقادات كثيرة بسبب انتشار الجريمة والمخدرات . وأضاف: أكثر شيء يدعو للقلق في ريو دي جانيرو هو الأحياء الفقيرة. يسألنا كثيرون عن أفضل الفنادق بعيدا عن الأحياء الفقيرة، وعن المطاعم الأكثر أمانا لتناول الطعام . وتأمل السلطات في البرازيل أن ينجح كأس العالم ويمر بسلام، كما يشعر عشاق كرة القدم في بلاد السامبا بحماس كبير تجاه البطولة، ولكن باولو ريكاردو فرانكو، المدير الإقليمي لشركة جروبو جي أر للأمن والتي تتخذ من ساو باولو مقرا لها، يقول إن شركات الأمن مستعدة لأي شيء. وأضاف: أهمية الأمن الخاص تكمن في الوقاية ومنع حدوث الجريمة .