رأت كينيا عدم اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير بموجب اتهامات المحكمة الجنائية الدولية له بالابادة الجماعية حين وصل يوم الجمعة للمشاركة في احتفالات بمناسبة التوقيع على الدستور الجديد للبلاد. وتتهم المحكمة الجنائية الدولية البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية في اقليم دارفور السوداني المضطرب الذي تقدر الاممالمتحدة أن 300 ألف شخص قتلوا فيه في أزمة انسانية سببتها حملة شرسة لمكافحة التمرد. وينفي البشير التهم المنسوبة له. ورافق وزير السياحة الكيني نجيب بالالا وهو مسلم من مدينة مومباسا الساحلية الرئيس السوداني الى متنزه اوهورو في نيروبي حيث جرت مراسم توقيع الدستور الجديد. وانتقد الاتحاد الافريقي الشهر الماضي امر الاعتقال الذي اصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق البشير وطالب بتعليقه. وكينيا من الدول الموقعة على معاهدة روما التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 والتي تلزم الدول الموقعة بالتعاون مع المحكمة. ولا تملك المحكمة الجنائية الدولية قوة شرطة وتعتمد على الدول الاعضاء في تنفيذ أوامر الاعتقال. ويحقق لويس مورينو اوكامبو كبير المدعين في المحكمة أيضا في جرائم محتملة ضد الانسانية ارتكبت خلال اعمال العنف التي وقعت بعد الانتخابات في كينيا عام 2008 . ومن المتوقع ان يصدر أوامر اعتقال في هذه القضية قبل نهاية العام الحالي. وأكد وزير الخارجية الكيني موسى ويتانجولا ان الدعوة وجهت الى البشير الى جانب عدد من الزعماء الاقليميين الاخرين لحضور احتفالات يوم الجمعة. وقال ويتانجولا دون الخوض في تفاصيل "زيارته ليس لها تأثير على الاطلاق على التزام كينيا في المستقبل تجاه المحكمة الجنائية الدولية." ورفع قضاة المحكمة الجنائية الدولية تقريرا ضد كينيا الى مجلس الامن الدولي وجمعية الدول الاعضاء التي تشرف على عمل المحكمة لسماحها بزيارة البشير حتى يتخذا أي اجراء "قد يرونه مناسبا". وقال القضاة في قرارهم "كينيا لديها التزام واضح بالتعاون مع المحكمة فيما يتعلق بتنفيذ اوامر الاعتقال." وقام البشير بأول زيارة له لدولة تتمتع بالعضوية الكاملة في المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي عندما زار دولة تشاد المجاورة والتي لم تعتقله أيضا. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه اصيب بخيبة امل لاستضافة كينيا البشير. واضاف في بيان "نرى ان من المهم ان تحترم كينيا التزاماتها للمحكمة الجنائية الدولية وللعدالة الدولية." ويذكر ان والد اوباما كيني. وطالبت كاترين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كينيا باعتقال البشير وتأكيد تعاونها هي ذاتها مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعمال العنف التي شهدتها كينيا عام 2008. وقال متحدث باسم اشتون انها "تحث كينيا على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي لاعتقال وتسليم المتهمين من قبل المحكمة الجنائية الدولية. "وتطالب اشتون/ كينيا بالاستمرار في التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقاتها في اعمال العنف التي اندلعت في عامي 2007 و2008 بعد الانتخابات." وفي بيان ليس مباشرا بنفس الدرجة قال المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتين نيسركي ان الامين العام للمنظمة الدولية بان جي مون "يحث جميع الدول الموقعة على معاهدة روما على التعاون مع المحكمة" تماشيا مع التزاماتها بموجب قرار مجلس الامن. وقالت جماعات معنية بحقوق الانسان ان استضافة الرئيس الكيني مواي كيباكي للبشير أثارت تساؤلات حول التزام كينيا بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في التحقيقات الكينية. وقالت اليز كيبلر وهي استشارية كبيرة في برنامج العدل الدولي بمنظمة هيومان رايتس ووتش "تلطخ كينيا الى الابد الاحتفال بدستورها الذي انتظرته كثيرا اذا رحبت بهارب دولي في الاحتفالات." واستضافت كينيا محادثات سلام في صراع اخر بين شمال السودان وجنوبه ووقعت على اتفاق سلام في 2005 أنهى هذه الحرب. واقتصرت زيارات البشير الخارجية على حلفاء لبلاده في افريقيا والشرق الاوسط منذ صدور أمر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية. واضطر الرئيس السوداني العام الماضي الى الغاء رحلة الى تركيا في الدقيقة الاخيرة بعدما تعرضت أنقرة لضغوط كبيرة من أوروبا حتى لا تستضيفه.